اخبار الشعب /عبدالله الساورة :
يقدم القاص السوري نزار اسماعيل مزهر تجربة عميقة في الكتابة القصصية مسكونة بهواجس التمرد.. يعيش بالقصة وعليها في حب متبادل باعتبارها فنا غير قابل للمجازفة. في هذا الحوار نكتشف جوانب من شخصية هذا الكاتب الذي تجمعه صداقات كبيرة مع كتاب مغاربة.
1/ ما الفرق بين التجربة القصصية ” مخاض طفل في خاصرتي ” وتجربة ” ساعتان ليس إلا ” ؟
- في الحقيقة لا يوجد فرق بين تجربتي الأولى (مخاض طفل في خاصرتي) ومجموعتي القصصية الجديدة (ساعتان ليس إلا) ، بل أجزم بأن الأخيرة هي امتداد لباكورة أعمالي والتي تتحدث بلسان ذاك الطفل العبثي ، المتمرد ، الساكن في خاصرتي منذ الطفولة ، ولربما هو البطل والمتحدث والسارد والحالم بعالمه الخاص ، وهو من تجده أيضاً يعيش بين صفحات مجموعتي الثانية ومنغمس بها حتى أعماق الروح
2 / ماذا تشكل لك الكتابة القصصية؟ وكيف تنظر لها؟
- ساخبرك بأمر ما ، حين كنتُ طفلاً واسمع قصة ما ، كانت روحي تنتقل إلى مجريات أحداثها وكأنني أعيش بها ، وتعيش بي ، فكانت المخزون في فكر ذاك الطفل التي وبلحظة كانت تحمله الى الجو الغرائبي الذي كان يختلقه لكي يرسم الصورة التي كان يراها ويرغب بها أن تكون ، ولا شك بأن فن القصة القصيرة من أصعب الفنون مقارنتاً بالعمل الروائي وغيره من الفنون ، فالعمل القصصي مثل السلاح ذو حدين ، يمكن ان يحمل النجاح وربما يحمل الفشل.
3/ لماذا الرهان على القصة القصيرة لإبلاغ رسالتك الإبداعية؟
- الرهان بان يكون لكل قصة روحها ومفرداتها وحتى موضوعها ، وتكمن قيمة القصة بالأسلوب الذي يميز كاتب عن أخر ، والتحدي هو الاستمرارية في التنوع الدائم لموضوعات القصص ، ولكونه فن لا يحتمل المجازفة ، فقد رأينا الكثير من الروائيين العظماء قد عكفوا عن كتابة القصة القصيرة وتوجهوا إلى العمل الروائي ، فهو من وجهة نظري من أجمل وأمتع الفنون على الأطلاق ، فمنذ الزمن الغابر والناس تتناقل القصص فيما بينها ، حتى قبل اكتشاف اللغة كانت القصص تكتب برسومات تجدها مازالت محفورة على جدران الكهوف والمعابد ، فكانت القصة القصيرة هي من حملت رسالتي ، علني أوصلها بالشكل الأمثل والأجمل للقارئ.
4/ كيف تنظر لرهانات القصة القصيرة وهامش الحرية الممنوح؟
- في السابق كانت القصة القصيرة في المجتمع العربي وربما في المجتمعات الأخرى مرهونة لكثير من الشروط والتي تقيد أجنحة الكاتب للتعبير عما يجول بخاطره ، ولكن في الوقت الحالي أرى بأن هامش الحرية الممنوح أصبحت حدوده شاسعة ، تجعل للكاتب الحرية في اختيار الموضوع والغوص به كما يرغب ، بشرط أن يكون العمل هادفاً إيجابياً ، يحمل لمجتمعه الرقي وتصويب السلوك نحو بلوغ الأنسانية والجمال