صدى الكلمات.. مفهوم الوطن والحكومة وأكثر..

Anass Elwardi18 يناير 2023110 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
صدى الكلمات.. مفهوم الوطن والحكومة وأكثر..

أخبار الشعب ..  خالد بركات

الوطن هو أي مكان تقطن فيه لفترة من الزمن..
وبكل المراحل، والحالات المستقرة أو القلقة..
المنزل ،المدرسة،الجامعة والحديقة العامة وطن..
المستشفى، أو أي مركز خدمات عامة وطن..
المطار ،الطائرة،الميترو، السرفيس، الفندق وطن..
القرية، الحي، المدينة والشاطئ والشارع وطن..
والحكومة هي من تدير شؤون أي وطن..

هذه المقال هو رسال واضحة بمعانيه..
فلذا..حقاً إنه مقال جدير بالقراءة..
آملاً القراءة بهدوء بقدر حبِّك لأي وطن..
ومهما كان حبُّك أو كرهك، للحكومة أو نقدك لها..
” كي لا نخلط بين الحكومة والوطن..!! ”

مفهوم الحكومة والوطن في المجتمع العربي..
كان “روبرت فيسك “من أشهر الصحفيين في العالم، وأحد الذين يعرفونن طباع العرب جيِّداً، عاش في بلاد العرب ثلاثين عاماً ,وكان يسكن في مدينه بيروت كمراسل الأندبندنت البريطانية في الشرق الأوسط ومن الصحفيين الغربيين القلائل، ويُعتبر صحفياً مناهضاً لسياسة أمريكا وبلده بريطانيا في الشرق الاوسط..
يقول: أتعلمون لماذا بيوت العرب في غاية النَّظافة،بينما شوارعهم على النَّقيض من ذلك..؟؟
السببُ أنَّ العرب يشعرون أنَّهم يملكون بيوتهم، لكنهم لا يشعرون أنَّهم يملكون أوطانهم..
هل فعلاً شوارعنا متسخة وعفنة، لأنَّنا نشعر
أنَّنا لا نملكُ أوطاننا..

وعلل ان هذا يرجع إلى سببين : الأوَّل :أنَّنا نخلطُ بين مفهوم الوطن ومفهوم الحكومة فنعتبرهما واحداً وهذه مصيبة بحدِّ ذاتها..
الحكومة هي إدارة سياسية لفترة قصيرة من عمر الوطن، ولا حكومة تبقى للأبد، بينما الوطن هو التاريخ والجغرافيا، والتراب الذي ضمَّ عظام الأجداد، والشجر الذي شرب عرقهم، هو الفكر والكتب، والعادات والتقاليد..

لهذا من حقِّ كل إنسان أن يكره الحكومة ولكن ليس من حقِّه أن يكره الوطن، والمصيبة الأكبر من الخلط بين الحكومة والوطن هو أن نعتقد أنَّنا ننتقم من الحكومة إذا أتلفنا الوطن..!!
وكأنَّ الوطن للحكومة وليس لنا..

ما علاقة الحكومة بالشارع الذي أمشي فيه أنا وأنتَ، وبالجامعة التي يتعلم فيها إبني وإبنك
وبالمستشفى التي يتعالج فيها الجميع،الأشياء
ليست مِلك مَن يديرها وإنَّما مِلك مَن يستخدمها
حيث نحن في الحقيقة ننتقمُ من الوطن وليس من الحكومة، الحكومات تُعاقبُ بطريقة أُخرى
لو كنَّا نحبُّ الوطن فعلاً..

الثَّاني : أنَّ ثقافة الملكيَّة العامًَّة معدومة عندنا، حتى لنبدو أنَّنا نعاني إنفصاماً ما..
فالشخص الذي يحافظ على نظافة مرحاض بيته هو نفسه الذي يوسِّخ المرحاض العام..
والذي يحافظ على الطاولة في البيت هو نفسه الذي يحفر إسمه على مقعد المدرسة والجامعة.. والأبُّ الذي يريد أن يحافظ على النِّظام في البيت هو نفسه الذي يرفض أن يقف في الطابور بإنتظار دوره، والأُمُّ التي لا ترضى أن تُفوِّت إبنتها محاضرة هي نفسها التي تهربُ من الدوام.

خلاصة القول :
الحكومة ليست الوطن شئنا هذا أَم أبَينا ذلك..
ومشاكلنا مع الحكومة لا يحلُّها تخريب أي وطن..
إنَّ الشعب الذي ينتقم من وطنه لأنَّ حكومته غير كفؤة لا يستحقُّ حكومة أفضل، ورُقيِّنا لا يُقاس بنظافة حديقة بيتنا وإنَّما بنظافة الحديقة العامَّة بعد جلوسنا فيها، وكأي غرفة في الوطن..

لو تأمَّلنا حالنا لوجدنا أنَّنا أعداء أنفسنا حقاً..
وأنَّه لا أحد يسيء لأوطاننا بقدر ما نفعل نحن..

وصدق القائل : الإنسان لا يحتاج إلى أماكن نظيفة ليكون محترماً، ولكن الأماكن تحتاج
إلى أُناسٍ محترمين لتكون نظيفة..
اللهم..إهدنا قول كلمة الحق بجرأة بالسر والعلن..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق