طنجة.. مقاربة لواقع المقابر.. قلة المساحات المخصصة لدفن الموتي وإلاهمال والتهميش الذي يطال مقابر المسلمين…

MOSTAFA CHAAB25 نوفمبر 2021393 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
طنجة.. مقاربة لواقع المقابر.. قلة المساحات المخصصة لدفن الموتي وإلاهمال والتهميش الذي يطال مقابر المسلمين…

أخبار الشعب/طنجة / ذ.إبراهيم اعبيدة

 الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا، وصدق الله : 

( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) الآية والصلاة والسلام على النبي العظيم.
وبعد، مما لا شك فيه عند أرباب الحلوم، وعقلاء الخلق، أن للمقابر حرمتها، وللموتى كرامتهم، وحرمتهم تمتد بعد وفاتهم، فحرمتهم ثابتة في الدين مثل حرمة الأحياء فوق الطين، فلا ينبغي إهانة المقابر، وإهمالها، ورمي القمامة عليها بحال من الأحوال، ومن أدب الأوائل -رحمهم الله- كانوا يخلعون نعالهم إذا دخلوا المقبرة، وفي الأثر، أن رسول الله -صلى عليه وسلم- ( رأى رجلا يمشي بين القبور في نعليه فقال : ياصاحب السبتيتين ! ألقهما) رواه النسائي.
مما هو معلوم أن القبر هو أول منازل الآخرة، فالاعتناء بالمقابر دليل وفاء من الأجيال اللاحقة بالسابقة وهكذا دواليك.
وبناء على ما تقدم ذكره، يلاحظ في الآونة الأخيرة، أن مقابر مدينة طنجة أصبحت تعاني من مشكلتين كبيرتين :
✅ المشكلة الاؤلى : تعاني من قلة المساحات المخصصة لدفن الموتى،
وقد امتلأت العديد من المقابر وخاصة بمقاطعة طنجة المدينة.
✅ المشكلة الثانية : تتجلى في الإهمال والتهميش الذي يطال هذه المقابر، بحيث أضحت مرتعا للمتسكعين، والمتسولين، وفضاء لرمي القمامة، ونمو النباتات العشوائية، التي تغطي الممر المخصص للزوار، بحيث يضطر زوار المقابر للترحم على ذويهم، المشي فوق المقبرة..! لأن الطريق مغلق بالنباتات الشوكية والمخلفات وما إلى ذلك.. بالإضافة إلى ممارسة بعض طقوس الشعوذة بداخل المقبرة.
وقد طالبت الساكنة وكذا الفاعليين الجمعويين بمقاطعة طنجة المدينة العناية بالمقابر، والاهتمام بشأنها، من خلال الإجراءات التي تجب على المسؤولين اتخاذها، وذلك في توفير المزيد من المقابر الجديدة، وفق معايير تحترم كرامة الإنسان المتوفى، وكذلك توفير المراقبة الأمنية لهذه المقابر؛ قصد الحد من بعض الممارسات المنافية للدين الإسلامي الحنيف، خصوصا ونحن نعيش في دولة إسلامية يحكمها أمير المؤمنين، نصره الله وأيده.
ومن خلال هذا يتبين لنا أن المقابر تعيش حالة مزرية تسود معظمها، كما أنه في أغلب الأحايين يتم الدفن بدون وضع المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار، فبعض المقابر لا تتوفر على سجلات الدفن، ولا على نظام الحراسة، ولا وجود لمكتب بمدخل المقبرة ! وفي المقابل نجد المقابر الأجنبية تحظى بالحراسة، و الصيانة والعناية، ووجود مكتب بمدخل المقبرة، مع العلم أن وزارة الداخلية تخصص للمقابر نفقة خاصة كل سنة.
إذن، السؤال المطروح، أين تذهب هذه الأموال المخصصة للمقابر؟!

والمشرع المغربي في قانون المسطرة الجنائية نص بنوع من الصرامة على المس بحرمة المقابر، مع التمييز بين هدمها وتنوينها، وارتكاب أفعال مشينة ضد الموتى..
ولكن للأسف ! لم تبذل الجماعات المعنية بالأمر أي مجهود ملموس للخروج بها من تلك الأوضاع المزرية التي تعيشها مقابر مقاطعة طنجة المدينة
وختاما، نتمنى من رئيس مقاطعة طنجة المدينة ونوابه النظر وإعطاء الأولوية لهذا الموضوع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق