✍️..صدى الكلمات.. إصلاح النوافذ المحطمة..!!

أخبار الشعب4 ديسمبر 2022120 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
✍️..صدى الكلمات.. إصلاح النوافذ المحطمة..!!

 

اخبار الشعب /

✍️..صدى الكلمات..
إصلاح النوافذ المحطمة..!!
يهديها لكم..
صديقكم خالد بركات..

لا تتجاهل المشاكل الصغيرة اليوم..
كي لا يصعب حلها في المستقبل..

راقت لي..لدقة وصفها وبساطتها وتشبه واقع مجتمعنا وللإسف..”نظرية النافذة المكسورة..”
لمستقبلٍ أفضل، أصلح النافذة المكسورة..!!

أجرى “فيليب زيمباردو” خبير علم النفس الاجتماعي، تجربةً عام1969أصبحت فيما بعد من أشهر التجارب في دراسات علم الجريمة بشكلٍ خاص وبعلم الإجتماع على نحوٍ عام..

فقد قام العالم بترك سيارتين بأبوابٍ مفتوحةٍ ولوحات أرقامٍ مفقودةٍ في منطقتين مختلفتين، إحداها في حيٍّ فقيرٍ والأخرى في حيٍّ غنيٍّ.

بدأ المارة في الحيِّ الفقير بتخريب السيارة خلال دقائق وتدميرها بالكامل، في ثلاثة أيام.

تطلّب الأمر وقتاً أطول للمارة في المنطقة الغنية لبدء تدمير السيارة ممّا أرغم زمباردو على التدخل بكسر إحدى نوافذ السيارة، فبدأ الناس بكسر المزيد من النوافذ وسرقة السيارة واستغرق الأمر وقتاً مشابهاً للحيِّ الفقير لتحويل السيارة بالكامل إلى خردةٍ في بضعة أيام..

وفي عام 1982، تابع ثنائيان في علم الجريمة (جيمس ويلسون وجورج كيلينج ) دراسة الباحث زمباردو وملاحظاته عن طريق إجراء دراساتٍ مماثلةٍ على مبانٍ وممتلكاتٍ أُخرى في مناطق مختلفةٍ وإستحدثا نظريّةً أطلقا عليها “نظرية النافذة المكسورة” والّتي تمّ اقتباسها في العديد من دراسات وكُتب علم الإجتماع.

تتلخّص النظرية بأن إهمال معالجة أيّ مشكلةٍ في بيئةٍ ما، بغضّ النظر عن صغر حجمها، سيؤثّر على مواقف الناس وتصرفاتهم تجاه تلك البيئة بشكلٍ سلبيٍّ ممّا يؤدي إلى مشاكل أكثر وأكبر، والعكس صحيحٌ، فمعالجة المشاكل الصغيرة في وقتٍ سريعٍ سيؤدي لبيئةٍ أفضل وسلوكٍ أحسن..

مما يثير الإهتمام في الدراسات أنّ الأشخاص الذين قاموا بالتخريب المتعمّد للسيارات والمباني لم يكونوا مجرمين، وكان معظمهم
من عامّة الناس والمواطنين الملتزمين بالقانون..

ومع ذلك فإنّ النافذة المكسورة أرسلت رسالةً خفيةً تُوحي بأنّه ” لا أحد يهتمّ وعلى الأرجح
لا توجد عواقب لإتلاف ما تمّ كسره أصلاً “..

يمكن تطبيق هذه النظرية على العديد من مجالات الحياة الأخرى ، فمثلاً :
إذا ترك أحدهم بعض القمامة في حديقة عامة، ولم تتم إزالة تلك القمامة في وقت معقول، ولم تطبق أي عقوبات على من رماها، فإن ذلك سيؤدي قيام أشخاص آخرين بنفس الفعل في الحديقة ذاتها وفي غيرها وستتحول الحدائق إلى مكبات قمامة ينفر الزوار منها كما هو الحال اليوم في بعض المنتزهات العامة..

وإذا سمح معلمٌ لأحد الطلاب بالغش في امتحان مادّةٍ ما، فسيكون الغش مقبولاً في إمتحان آخر
ومن طلّابٍ آخرين بجميع مستويات التعليم..

وقد يؤدي خلاف صغير داخل أسرتك، وتركه دون معالجة أو التصارح حوله، إلى مشاكل أكبر ويستمر تأثيره ينتهي إلى تفكّك أسري..

في الواقع، العديد من القضايا الصحية والبيئية والإجتماعية التي نواجها في يومنا هذا، كانت نتاج تراكماتٍ لأفعال وسلوكياتٍ وظروفٍ خاطئةٍ صغيرةٍ تمّ تجاهلها وعدم معالجتها في الماضي..

لذلك فإنّ تجاهل المشاكل الصغيرة اليوم سيؤدي إلى مشاكل أكبر بكثيرٍ في المستقبل..

لذا علينا بكل واقعية ومنطق، أن نقوم بإصلاح النّوافذ المحطّمة في حياتنا حتّى يحظى أبناء هذا الجيل والأجيال القادمة بمستقبلٍ أفضل..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق