أخبار الشعب.. فاطمة دناوي
بعد ليلة هلع بيضاء اثر الزلزال المدمر الذي ضرب مغربنا الحبيب و الذي كانت بؤرته دوار إغيل قيادة ثلات نيعقوب، يوم واحد وحسب كان كافيا لتتجند الجمعية المغربية للممرضين وتقنيي الصحة للتضامن(amitss) و بشراكة مع جمعية ممرض إلكترونيك (AME) للتنقل إلى بؤرة الزلزال، مسلحين بطاقم تمريضي متعدد الإختصاصات إضافة إلى أطباء متطوعين لهذا العمل النبيل حاملين معهم- بالإضافة إلى ما تيسر من معدات و أدوية وأطعمة وأفرشة و ألبسة..- حاملين معهم قوة الإرادة و حب الوطن الذي ينبض دما داخل أوردتهم، بأعين تشع طاقة و إصرارا للمضي قدما لإغاتة المنكوبين، غير آبهين بمشقة الطريق و طولها.
إلى أنه و مع إقتراب مركز الزلزال بدا جليا حجم الدمار الذي خلفه الزلزال المدمر، طرق وعرة مليئة بالصخور ، منازل سويت بالأرض.دواوير بات اطفالها، شبابها و شيوخها في هلع خائفين مرعوبين أعينهم تسيل دمعا بل ودما حزنا على فقدان أقربائهم الذين باتوا تحت الأنقاض. مشاهد تشيب لها الرؤوس و تقشعر لها الابدان. ومع وصول القافلة لأول دوار انطلق الطاقم في توزيع المساعدات وعلاج المرضى و الجرحى ضحايا الزلزال و الأهم من ذلك توزيع ابتسامة مفادها: نحن معكم، لستم وحيدين في محنتكم هذه.
وفي هذا الصدد تخبرنا لمياء بوجرفاوي -الممرضة المجازة من طرف الدولة-:” ان الوضع حقا مزرٍ، يقولون أننا لا نحتاج لعلاج نحتاج فقط لخيام و أطعمة ، لكن بمجرد أي يثق بك ينفجر باكيا ويخبرك بمعاناته النفسية لفقد الأحباب و تكتشف جروح وكسور خطيرة لا تهمه أبدا بل الاهم من ذلك كله أن يكون أهل قريته بخير” يا لها من روح جماعية.
إلى حدود كتابة هاته الأسطر تمكنت فرقنا التمريضية المتعددة الاختصاصات و الطبية من زيارة أغلب الدواوير المحيطة ببؤرة الزلزال .
جدير بالذكر أن خلية تنسيق يقضة مقرها مركز الإدمان بمراكش تعمل على مدار الساعة لجمع التبرعات و شراء المستلزمات المتنوعة من أدوية و ألبسة تمد بها الفريق الميداني بين الحين و الٱخر .
وجدير بالذكر كذلك، أن الجمعيتين -اللتان تعملان جنبا إلى جنب- تمكنتا من التنسيق مع فريق تمريضي فرنسي مجهز بسيارات الإسعاف و الانقاد قدم لتوه من فرنسا و هو الآن في طريقه لتقديم يد العون.

