أنت أميرنا ونحن المؤمنون ..

MOSTAFA CHAAB15 فبراير 2021166 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
أنت أميرنا ونحن المؤمنون ..

 

اخبار الشعب /نزهة الإدريسي:

 

بعد وفاة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ، وبعد ان أرسى قواعد دولة الإسلام خلفه أبو بكر الصديق وكان يقال له خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أي خليفته في قيادة الدول التي تدين بدعوة محمد عليه الصلاة والسلام ، وعندما وافاه الأجل خلفه عمر بن الخطاب الذي رأى أن لقب ” خليفة رسول الله ” لم يعد مناسبا حيث قال : كيف يقال لي خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يطول هذا؟! فقال له المغيرة بن شعبة: أنت أميرنا ونحن المؤمنون فأنت أمير المؤمنين، قال: فذاك إذاً.
ومن ذلك الوقت اتخذ خلفاء المسلمين لقب ” أمير المؤمنين ” وهذا ليس تشريفا لحكام المسلمين بقدر ما هو تشريف لكل مؤمن يدين بدين محمد صلى الله عليه وسلم وتمييزا لدولة الإسلام عن دول أخرى اشتهرت بتقديس حكامها كدولة الفراعنة والفرس وغيرهم من الدول التي سبقت أو عاصرت دولة الإسلام .
وقد اتخذ سلاطين المغرب هذا اللقب للتأكيد على إسلامية الدولة و ولائهم الراسخ و الأول للعقيدة الإسلامية
ولهم في هذا عدد من المواقف التاريخية ..
إبان حكم السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي ، وكان قد تزامن مع حكم الدولة الأيوبية بمصر والشام بقيادة الناصر صلاح الدين أواخر القرن 10 م ، أرسل صلاح الدين الأيوبي لسلطان المغرب والأندلس آنذاك يعقوب المنصور خطابا يطلب منه المدد في معركته لتحرير القدس الشريف وقد استهل رسالته بعبارة ” الى أمير المسلمين .. ” وقد خلقت العبارة استياء في نفس السلطان يعقوب مما جعله يتباطأ في تلبية الطلب او يعترض واكتفى بـ إكرام وفادة رسول الناصر صلاح الدين . وقد ذهب المحللون التاريخيون الى تفسيرات عدة لهذا التصرف دون أن يهتدوا للحكمة من ذلك ..
فيعقوب المنصور كان مصرا على لقب ” أمير المؤمنين ” لما لها من دلالات ، فامير المسلمين كما دعاه بها الناصر صلاح الدين تعتبره تابعا لإمارة المؤمنين بالمشرق بخلاف ” أمير المؤمنين ” التي ترمز للاستقلالية بالدولة والقرار فهو لم يشأ تجنيد المغاربة للدفاع عن القدس كتابعين بل كمؤمنين أحرارا يلبون نداء بيت المقدس تحت إمرة أمير دولتهم … وكذلك كان فبعد ان اخمد المغاربة الفتن و القلاقل التي كانت تهدد استقرار المغرب والأندلس والتصدي للمد الصليبي بالغرب الإسلامي تجندوا لتحرير القدس و أبانوا على قوة و وفاء للدين و مقدساته لا نظير لها . حتى أصر صلاح الدين الأيوبي ان يخصهم بحي في أكناف بيت المقدس ، اختاره لهم بموقع يليق بما يدخرونه لهذا البيت من حب و احترام و تبجيل وما يراه فيهم من استعداد دائم لنصرته وحمايته حتى قال فيهم :
“أسكنتُ هنا من يثبتون في البر ويبطشون في البحر، وخير من يُؤتـَمنون على المسجد الأقصى وعلى هذه المدينة”
نعم إنها عقيدة ” إمارة المؤمنين ” التي احتضنت بين جوانحها المغاربة الأحرار من المحيط الى مشارف بلاد الكنانة قبل ان تتدخل يد الغدر والاحتلال لتقيم الحدود والسدود بين شعوبها ، ويتطاول بعض ربائب الاستعمار على رموز هذه الأمة الشريفة الأبية ، سليل خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أمير من أمراء المؤمنين الذي بقي على وعده وعهده للعقيدة و المؤمنين بهذا الدين .
البرنامج الهزيل الذي قدمه تلفزيون الشروق الجزائري لم يكن مساس بشخص عاهلنا أمير المؤمنين محمد السادس كما توهموا وافتى به عقلهم المريض ، بل هو مساس بعقيدة وشرف أمة يمثل الشعب الجزائري جزء منها بل ربما واسطة عقدها .
لن نطلب اعتذارا من هؤلاء الجرذان الخارجين عن أخلاق أمتنا لان فاقد الشيء لا يعطيه فمن يعتذر هو من يملك أخلاقا رفيعة تمنعه من اقتراف زلة كهذه قبل الاضطرار للاعتذار ، بل نطلب العون والنصر للشعب الجزائري حتى ينعتق من قيد وشر من يحكمه الآن ويرهق حياته و يلوث تاريخه .

نزهة الإدريسي
المملكة المغربية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق