احتجاجات متواصلة للمتضررين من المباراة الموحدة للأشخاص في وضعية إعاقة . والحكومة خارج التغطية

MOSTAFA CHAAB6 أبريل 2021330 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
احتجاجات متواصلة للمتضررين من المباراة الموحدة للأشخاص في وضعية إعاقة . والحكومة خارج التغطية

 

اخبار الشعب /عبد العالي كويش:

 

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي منذ أسابيع احتجاجات متواصلة لحملة الشهادات في وضعية المتضررين من المباراة الموحدة الثالثة التي نُظمت مؤخرا (بين 22فبراير و1مارس الماضيين )بإشراف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وإدارة وزارة الإدارة ووزارة التضامن ، قصد إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة في الوظيفة العمومية ، وأسفرت عن فوز 400 شخص بالوظيفة بين حوالي 1700من المتبارين .

المباراة التي أجريت بالطريقة التناظرية ، بسبب الوضعية الوبائية للبلاد ، خلفت تذمرا كبيرا بين المتضررين خريجي الجامعات ومراكز التكوين من ذوي الإعاقة ، وعمقت من إحساسهم بالتمييز في المجتمع والدولة وتهميشهم وحرمانهم من
حقوقهم .
المتضررون راسوا عدة جهات وطنية مسؤولة للاشتكاء من المباراة والمطالبة بإعادة النظر في ملفهم وإيجاد حلول لوضعيتهم الماسأوية الحالية التي تحالفت فيها قسوة الإعاقات وقسوة المجتمع الذي يرفض إدماجهم وقسوة البطالة والفقر المدقع .. ولم يتلقوا اي تجاوب لحد الآن . وقد أسسوا تنسيقية وطنية يوم 30مارس الماضي بالرباط في اليوم الوطني للمعاق تعتزم تنفيذ وقفات احتجاجية أمام البرلمان ووزارة التضامن ونقاط أخرى في العاصمة للمطالبة بإنصاف حملة الشهادات في وضعية إعاقة.

أغلب شكايات المتضررين بخصوص المباراة يتلخص في ما يلي :
– السماح للموظفين في وضعية إعاقة باجتياز المباراة ونيل مناصبها .. والحال أن هذه المباراة خاصة بتوظيف حملة الأشخاص المعاقين ولذلك فمشاركة الموظفين فيها يضرب جوهر المباراة في الصميم ، فهي منظمة من أجل التقليص من البطالة بين المعاقين وليست امتحانا للترقية المهنية للموظفين منهم .
– المدة القصيرة للاختبار في المباراة والتي تتراوح بين 20و30دقيقة لكل مترشح وهي غير كافية لتقييم مستوى المترشح .
– عدم مراعاة الإعاقات المختلفة في المباراة ، فهي مفصلة على مقاس بعض الإعاقات دون الأخرى . مثال ذلك أن الشكل التناظري للمباراة لم يكن يتماشى مع ظروف ذوي الإعاقة السمعية.
– مشاركة أشخاص يبدون أسوياء في المباراة ، وهناك شعور عام بوجود اشخاص زوروا شهادة إعاقة قصد اجتياز المباراة ، وذلك يقتضي إنشاء لجنة مستقلة محايدة من خارج الوزارات المنظمة للمباراة لمراجعة الملفات الطبية للناجحين والتثبت من كونهم في وضعية إعاقة.
– لجنة المداولات للمباراة يوجد فيها أشخاص من ذوي الأعاقات . مما أدى إلى تحيز كل منهم للمترشحين في نفس إعاقته (اقتسام الكعكة) وذلك ثابت بأوديو صوتي منتشر لأحدهم .
– الإعلانات عن المباراة تقول إن موضوع الاختبار فيها عام ، في حين أنه ظهرت تصريحات رسمية بعد المباراة تؤكد مشاركة الجمعيات في دورات تكوينية لمنتسبيها لإعدادهم للمباراة ، مما يعني ان مواضيع المباراة صارت خاصة و تم تمريرها للجمعيات لتنجيح أعضائها(الطبخة) .
– وبخصوص موضوع المباراة تفاجأ الكثير من المترشحين بطرح أسئلة بعيدة كل البعد عن تخصصاتهم ولم يتم إخبارهم سلفا بالمجالات المطلوبة ليستعدوا لها أسوة بالجمعيات وبعض الأفراد .

إلى غير ذلك من الانتقادات الموجهة لهذه المباراة شكلا ومضمونا والتي تؤكد عدم مصداقيتها وانتفاء النزاهة والعدل عنها وأنها لم تحقق الهدف الإنساني والقانوني منها.

ويطالب المتضررون الحكومة بإعطائهم حق التوظيف المباشر بدل هذه المباراة التي تعرف خروقات وتلاعبات تقصيهم من فرصة العمل ، لا سيما أن الكثير منهم تجاوزوا السن القانونية لاجتياز المباراة العمومية. فلديهم حقوق يقرها الدستور الجديد لسنة 2011 والقوانين المعنية بهم الصادرة بعده . كما توجد بينهم عدة سيدات حاصلات على شهادات وديبلومات يرزحن بين مطرقة المجتمع الذي يمارس الميز ضد النساء وسندان القطاع الخاص الذي يغلق أبوابه في وجوههن بسبب ظروف إعاقاتهن . ولا حل لمشاكل حملة الشهادات والديبلومات في وضعية إعاقة إلا بالتوظيف المباشر خاصة أن عددهم قليل ، ويمكن توظيفهم حسب الجهات ، أما المباراة فهي مشكلة وليست حلا تنكئ الجراح بدل تضميدها .

صرخات حاملي وحاملات الشهادات الجامعية لم تجد آذانا صاغية . إذ يقابلهم المسؤولون بالتجاهل المطلق ويمتنعون عن الاستجابة لطلباتهم بلقائهم قصد للاستماع إلى مطالبهم . الأدهى من ذلك أنهم يتعرضون للقمع في صفحات الوزراء الرسمية على الفيسبوك (المصلي والرميد والعثماني) ، إذ يكتبون تعليقات تطالب بالتجاوب مع مطالبهم فيواجَهون بالحذف والمنع ، مما يفرض وضع علامة استفهام حول جدية المسؤولين في مزاعمهم بتقريب الإدارة والاستماع للمواطنين وخدمتهم .

كل المؤشرات تؤكد أن حملة الشهادات والديبلومات في وضعية إعاقة سيلجؤون للتصعيد على مختلف المستويات وبكل الطرق للمطالبة بحقوقهم فقد عيل صبرهم أمام سياسة اللامبالاة للمسؤولين إزاء نداءاتهم ومناشداتهم وتوسلاتهم . إن الاحتقار هو العنوان الملائم لوصف رد فعل المسؤولين في المغرب على احتجاجات العاطلين من حملة الشهادات والديبلومات في وضعية إعاقة . لقد سقطت جميع شعارات الحكومة التي تتحدث عن الحماية الاجتماعية والعناية بالفئات الأكثر هشاشة في الحضيض وانكشف وجهها الحقيقي البشع أكثر فأكثر.. وصارت تقدم نفسها باعتبارها جهازا لقتل طموحات المواطنين بدل إحياء روح الأمل فيهم .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق