الرئيس المهزوم ترامب : (نظامُنا فاسد)

MOSTAFA CHAAB9 نوفمبر 2020258 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
الرئيس المهزوم ترامب : (نظامُنا فاسد)

 

اخبار الشعب/

 

————-

من له اطلاع على نُظُم الحياة السياسية المختلفة يعْلم عِلْمَ اليقين أنّ الديموقراطية ديموقراطيات. وأنها كقطعةِ قُماشٍ كلٌّ يفصِّل منها على مقاسه. فما يناسب المجتمعَ الأمريكي منها ليس مناسباً لغيره من المجتمعات بالضرورة.

أثناء الحملات الانتخابية كل الضربات على قفا الخصوم مشروعة. وكل أنواع المبالغة في الوعود ورفْع سقف الإنجازات المزْمَع تنفيذها والوصول بها إلى مستوى مدينة أفلاطون الفاضلة مشروعةٌ كذلك، حتى لو كان الجميع يعلم حجمَ هذه المبالغة بل وحتى الكذبِ الصُّراح في بعض هذه الوعود… كل ذلك مقبول.

العدَاء بين الحزبين “المتناحرين” الجمهوري والديموقراطي مستحكِم بشكل لا يمكن إخفاؤه وقد يصل أحياناً إلى استعمال السلاح والتقاتل والاغتيالات بين مناضليه؛ خاصة وأنّ وقودَ الضغناء وحطبَ الكراهية متوفِّرٌ كالعنصرية في حقِّ السود والمهاجرين مثلاً… فلا نظنَنَّ أن النظام الأمريكي واحةُ من السلام وتحقيقِ الحقوق والحريات والعدالة…والمثل الأعلى كما يصوِّره المنبهرون والسطحيّون…

الديموقراطية الأمريكية تقسّم الشعب الأمريكي إلى قسمين أساسيين لا يكاد يجمع بينهما شيء غير الراية والجغرافيا والفضاء العام. أما الصراع الإديولوجي والسياسي فهو صراع مستقر ومستمر…

الجمهوري المحافظ والديموقراطي الحداثي لا يلتقيان أبداً. فمن خسر الانتخابات الرئاسية منهما يقبل بالخسارة على مضض، إنْ قبِلها، لكن على أمل انتزاع الفوز بعد أربع سنوات قادمة.

وكلٌّ من الحزبين له ساحته الإعلامية من محطات تلفزيونية وصَحَفِيّة ومواقع ومنابر مختلفة يمارس منها نشر غسيل الخصم وتعرية مفاسده وكشف فضائحه وتبخيس منجزاته وغير ذلك مما يُعتبر السمة الثابتة لدى المناضل السياسي ولا سيما الجانبُ الخاسرُ الذي يتحول إلى المعارضة في مجلس النواب ومجلس الشيوخ… (كونغريس) في حين يعمل الجانب المقابل الحاكم (الأغلبية) على التلميع والتثمين؛ وله من الأدوات والقدرات ما يكفي وزيادة.

ولنَتصور -نحن المراقبين عن بُعد” حجم المغَص والوجع الذي يشعر به الطرف الخاسر وهو يقترب من نصف الشعب… بمعنى آخر أن نصف الشعب تقريباً دائماً غيرُ راضٍ على وضْع ساكن البيت الأبيض السياسي وخطه الدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمني والعسكري وغير ذلك. والخيِّرُ منهم من يقبل كل هذه المفارقات العجيبة ويقول لك: إنها لُعبة الديموقراطية؛ هكذا (لُعبة)

إنه النظام الأمريكي الذي يقول عنه ترامب (نظامنا فاسد) وهي جملةٌ لفَظها بمرارة الهزيمة التي لا يريد الاعتراف بها حتى الآن.

(بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ)

الفزازي محمد رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق