اخبار الشعب/فؤاد زويريق:
شاهدت اليوم حلقات من مسلسل ولاد الدرب، بغض النظر عن الكثير من الملاحظات الايجابية والسلبية التي تحيط بالعمل، والتي سأتطرق إليها لاحقا، استوقفني بشدة التشخيص القوي للمهدي فولان، هذا الممثل الذي يستحق أن يوصف بالفنان، فهناك ممثلون تقنيون أكثر منهم فنانون، اكتسبوا الصنعة بحكم الممارسة لا بحكم الموهبة، لكن هناك ممثلون بلمسات فنية، لهم مواهب خاصة يستغلونها -بوعي أو بدون وعي- لتجسيد شخصية ما ببساطة وبدون تعقيد يكبلهم، يتقمصون الشخصيات بثقة وبأريحية تامة ونشعر بهم نحن الجمهور وكأن التشخيص يسري في عروقهم، حتى لو لم يدرسوه في المعاهد المتخصصة.
المهدي فولان كما تابعت اليوم وقبلها في اعمال أخرى ممثل فنان من هذا الطراز، يؤدي أدواره ويبدع فيها بعيدا عن النمطية -على الأقل حتى الآن- تلك النمطية التي تقتل الممثل وتدفنه مع الزمن، المهدي فولان كما يعرف الجميع هو ابن الفنان الجميل حسن فولان، يمكن أن يقول البعض هي بالوراثة إذاً، بل العكس، هي ليست كذلك بكل تأكيد ربما تربى وترعرع في بيت ربه فنان ويستقبل فنانين، لكن الملاحظ أن أسلوب تشخيص الإبن لا علاقة له إطلاقا بتشخيص الأب، فلكل واحد منهما أسلوبه الخاص، وكل واحد منهما يعكس اتجاها مخالفا، بل حتى ملامح الوجه وتقاسيم الجسد تختلف بينهما. بالاضافة إلى ما للمهدي فولان من موهبة، يبقى تشخيصه فيه كاريزما معينة، وثقة، وفرض الذات، وهذا ما يجذب الجمهور ويسحره ويجعله يتفاعل مع ممثل دون غيره حتى لو كان ممثلا محترفا، أتمنى أن يستمر المهدي فولان بهذا التفوق والنجاح وأن يطعم موهبته بالتكوين المستمر وحبذا لو كان فوق خشبة المسرح.