انتظار سرمدي

MOSTAFA CHAAB5 أبريل 2022136 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
انتظار سرمدي

 

اخبار الشعب/براءة الأيوبي

أمامي…
بوابةٌ من ياسمين..
حديقةُ من ود… وبستانُ عطرٍ انسربَ ذاتَ عشقٍ من الوريد.
وخلف الجدار…
ثمّة أشجار تتشابك مع الروح، بين أغصانها تنسلّ أشعة غرائبيّة الأَلَق…أرجوانيّة.
أتيتُ هنا، وأنا على موعد سيجمع شَتات الروح… سيُهديني باقةَ حياةٍ، لأزين بها عمراً من الانتظارات.
وّحتى أكون على مستوى الإبهار…
تأنّقتُ.. تألّقتُ.. وهطلتُ شوقا.
وبعد لهفةٍ وخَفقٍ واضطراب… أدركتُ لقائي، وأنا في قمّة التمنّي.
أستطيع، من مكاني، أن ألمح تفاصيل ظلالٍ تتوارى، وامتدادَ قوس قزحٍ يتناسل بين بنفسجٍ وأقحوان.
أستطيع أن أشتَمَّ نَفحَةَ بخورٍ تتصاعد من روحي الهائمة… ومن ثنايا الحلم..
كم أبهرَني حضور الصمت بين حفيف الوريقات، وغياب الحيرة مع انسياب جدول الماضي.
هي…روضةٌ غنّاء..
سلبَتني ما تبقى من هدأةٍ، تتوارى خلف أنفاسي الملتهبة…
حطّمَت حاجز خوفي، الذي بلغ من العمر عتيّاً… وزادَت من ألَق الترقّب والتوقعات..
في ذلك الانتظار الأرِق..
قرأتُ مئات السطور، ورتّبتُ آلاف الحروف… وعجزتُ عن كتابة نصٍ واحد…
فجأة…
ضاع نثري.. وشِعري..
فقدتُ مقدرتي على البَوح…وتلاشيتُ مع قطرات الحبر السقيم.
وطال الجلوس..
تسلّلتُ من زمني،وتاه توقيتي بين ترصّدٍ ورجاء…
ورغم عبورٍ جارحٍ للوقت، بقيت على حالي.
فلا القادم أتى… ولا لهفتي تناثرَت بين شجرٍ وزهر ونداءٍ هشيم…
وما زلتُ حتى عهديَ هذا على حالي.. أتأنّق في كل يوم مئة مرّة، وأخرج للقاء المجهول…
ثمّ…
في توقيت شبه خريفيّ، أعود لغرفتي ودفتري وأقلامي… لوحدتي المتربّصة بي منذ ارتحالٍ قديم.
أُجالس يقيني الرابض بين رفيف الحروف… وأعزف على وتر القلب نشيد انتظارٍ سرمديّ.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق