اخبار الشعب /نزهة الإدريسي/ المملكه المغربية
رسالة لكل من استغل قضية ريان الانسانية الربانية
ليوقظ الفتن بين الاخوة و الاشقاء و يزيد هذه الامة جراحا و إيلاما
.. بصوت مكتوم و حركة مقيدة و أوجاع اختنق في جرحها الأنين ، في ظلمة الجب و أشباحه المتراقصة حول الجسد الصغير.. أطلق ريان صرخة مدوية هزت ضمير الإنسانية ، تحركت الايدي و الجرافات وهبت الجموع للنجدة رفعت الاكف بالدعوات و أقيمت الصلوات فلا مدبر للأمر اليوم إلا رب السماوات.
فقضى مدبرها الحكيم أن يرفع لرحمته ريان البراءة والطفولة و يرفع معه الاقنعة عن وجوه و ضمائر الخبث و النفاق و الرذيلة، قبل أن تجف دماءه الزكية و تركن الروح الى بارئها ، تسابق مرتزقة القلم و الصحافة في ترويج الاخبار الكاذبة المكذوبة و تداعوا على مائدة اللؤم و الخسة ليطعموا منها جوعى الخرافات و الفتن والضلال حتى يحصدوا ملايين المشاهدات و اللعنات … و أقبح منهم من استحضر دماء أطفال فلسطين و سورية و الشهداء من الاطفال في كل أرض عربية ليلبسوها قميص ريان حتى يغطوا على جرائمهم و مكائدهم و أطماعهم و خبثهم و ضلالهم و ميليشياتهم و فصائلهم التي كانت سببا في قتل ملاين الأطفال بفلسطين و كل البلاد العربية .
لقد شاءت ارادة الله أن تنطلق هذه الصرخة ، صرخة ريان ، من هذه الارض الطيبة أرض المغرب الأقصى ، أرض الجلال و الجمال و المكارم و رجال الله و احفاد النبوة ، لتذوي في اركان العالم كله لتوقظ الضمائر حتى يعودوا إلى رشدهم إلى إنسانيتهم و ينبذوا الحروب و الفتن التي اطاحت بأحلام الاطفال و اماني الشباب … لكن إخوة الحقد و المكر المطبعين مع الخسة و الرذيلة أبوا إلا أن يظلوا على عهدهم مع الخيانة و التجارة بدماء الابرياء .
من قديم الزمان و انا اسمع اغنية ساذجة عن الصليب الاحمر كتبها شاعر فلسطين محمود درويش قال فيها على لسان طفل يخاطب اباه
” هل لكل الناس’ في كل مكانِ
أذرع تطلع خبزاً وأماني
ونشيداً وطنياً؟
فلماذا يا أبي نأكل غُصْنَ السنديانِ
ونغني , خلسة ’ شعراً شجياً؟
عندما تُفرغ أكياسُ الطحينِ
يصبح البدرُ رغيفاً في عيوني
فلماذا يا أبي , بعتَ زغاريدي وديني
بفُتاتٍ وبجبنٍ أصفرِ
في حوانيت الصليب الأحمرِ؟
و مازال الطفل الفلسطيني يسأل والده عن أحلامه و أمانيه و عن وطن ، عن زغاريده و دينه وهولا يعلم أنها لم تعد في عهدة الصليب الاحمر بل في عهدة سوق على طول رقعة البلاد العربية ، لمن يدفع أكثر أو يساعد على تسلق الكراسي و العروش … البندقة التي كان يجب أن توجه لسراق وطنك تتوجه لقتل أحلامك و أمانيك و تبيع الوطن . ريان جاء صفعة على وجه كل من حرم الطفولة الامان و السلام .. صفعة على وجه تجار الحروب و الفتن، لا حاجة لكم يا خونة الأوطان و العهود و الدين أن تتستروا وراء دم و روح ريان لتخفوا جرائمكم ضد الطفولة فروح ريان صعدت لبارئها و أنتم ستظلون في غياهب المكر و الذل و الخيانة و الرذيلة حتى يذهب الله بريحكم الى الجحيم .
كلمة أخيرة ، ليس التطبيع أن تقيم علاقات رسمية مع الكيان الاسرائيلي ككيان ، و إنما التطبيع أن تتبنى اخلاقه و جرائمه و تنوب عنه في تفكيك الامة و توجه سلاحك لصدر أخيك في الوطن و الدين و العروبة و الانسانية