صدى الكلمات.. كمموا الأفواه أحياناً..!!

Anass Elwardi2 مارس 2023125 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
صدى الكلمات.. كمموا الأفواه أحياناً..!!

أخبار الشعب.. خالد بركات

الجمـال ليس في الوجه..
الجمال في الكلمة، وحيث تصدر، تصدر الروح..
والجمال هو النور الذي في القلـُب..
في الرحمة التي لا تنبع، إلا من قلـب يحب..
ويرفـق ويعتـذر ويتغاضى وينسى..
فكلما كان القلب أنقى كان الفعـل أرقى..
وحينها تولد المحبة من نبضات نقاء القلب..

بعد خبر وفاة الطالبة المصرية رودينا أسامة، والسبب يعود لتنمر زملائها عليها، رحمها الله..

أرسل هذه الكلمات متعانقة مع وجع وغصة..
كمموا الأفواه عن أبناء وزملاء ومن تلتقون..!!
نحن نعيش في أزمنة التحطيم النفسي، الذي يبدأ في البيت من الأم والأب، والأشقاء ،ثم يدخل في المدرسة مع المعلمين والزملاء، ثم يمتد إلى الأصدقاء، فمن زل أسقطوه، ومن أخطأ رجموه، ومن تعثر نفوه بألسنة حداد..
إنها طاقة يهدرها التحطيم النفسي، وقدرات ينفيها الاستعمال السيء للعجينة اللينة، أيام الطفولة والصبا،ولأي شخص عنده عاهة جسدية، وتناسوا اننا كلنا أبناء آدم وحواء، وكلنا عرضة لتشوهات منذ الولادة أو في حياتنا العملية..!!

وإليك هذين المثالين :
الأول : يحكي الأصمعي أن قبيحة قالت لأمها :
يا أماه ، ما بال الناس يتفلون عليَّ..؟؟!!
فقالت الأم : من حسنك يا ابنتي..
يعوذونك من الحسد..

المثل الثاني :كان محمد بن عبد الرحمن الأوقص
كان عنقه داخلاً في بدنه، وكان منكباه خارجين، فقالت له أمه : “يا بني ، لن تكون في مجلس قوم إلا كنت المضحوك عليه المسخور منه ، فعليك بطلب العلم فإنه يرفعك “..
شخصت الأم المرض والعلاج..
عمل محمد بنصيحة أمه واجتهد ، فولي قضاء مكة عشرين سنة، وكان الخصم إذا جلس بين يديه يرتعد حتى يقوم..

إن الأم العاقلة من تحفظ نفس ابنها من التحطيم، وتقي عقل صغيرها من الهدم العظيم..
فالناس يحتاجون إلى أمهات عاقلات صالحات يصنعن اللبنات الأولى لأولادهن..
وزملاء يجب أن يحترموا ألسنتهم وذاتهم..
فكم من كلمة قيلت في غير مكانها،جرحت إنساناً، وأفسدت نفساً زكية وخربت عقلاً ذكياً.
وكم من عالم ومصلح في ثوب كناس..؟؟!!
زجت بهم الكلمات المحرقة، والحروف الصارفة إلى سجون الأعمال الشاقة، وكانت الثمرة المرجوة أجل وأنضج وأفخم..

فخذوا الحكمة..وإذا رأيتم نابهاً نابغاً، فقولوا الحمد لله الذي نجاه من كلمات تحطيم وتنمر..
ورب كلمة واحدة تسقط النابه من القمة..!!

وصدق من قال : ليس العجب في من هلك كيف هلك، ولكن العجب في من نجا كيف نجا..؟؟!!

كمموا الأفواه في ساعات الغضب عن الأبناء, واربطوا الألسن عن التحطيم في أيام البناء..
ورب صبر على غلام في صغره..
يكون سبباً لإمامته في كبره..

وللأسف أحياناً يكون التنمر على الفقر والعوز..

آملين، وبكل محبة أن تصل هذه الرسالة لأبناء المجتمع العقال, الذين يتقون الله، وإيماناً منا وقناعة لدورهم الكبير المؤثر في هذا الشأن..
دمتم ودمنا، بعون الله لطفاء معززون للأجيال..

اللھم..آني وكلتُك آمري، فإني لا آحسـن التدبير فيَضحك وَجهي ويَطمئِن قَلبي مَادمتَ خير وكيل‏

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق