فيروس كورونا يحذر..فاعتبروا يا أولي الأبصار

اخبار الشعب16 أبريل 2020329 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
فيروس كورونا يحذر..فاعتبروا يا أولي الأبصار

اخبار الشعب/بقلم: هاني مراد

ما نشاهده اليوم من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا أمام العديد من الإجراءات و التدابير الوقائية المفروضة من السلطات لضمان صحة المواطنين، يجعلنا نتساءل لماذا أعداد المصابين في تزايد و هل هذه التدابير فعالة؟ لكن، و بمجرد ما نشاهد فيديوهات تجمهر بعض المواطنين أمام إحدى المستشفيات لتحية المتعافين من وباء كوفيد 19 غير آبهين بسلامتهم و غير ملتزمين بمسافة الأمان لتفادي العدوى، و بإطلاعنا على صور من بعض الأحياء الشعبية و خاصة الأسواق التقليدية التي تعرف رواجا و حركة كثيفة لا تدل على الحجر الصحي لولا حمل مرتادي هذه الأسواق كمامات يضعونها لتفادي العقوبات فقط، نفهم أن شريحة كبيرة من الناس لا زالت لم تستوعب خطورة المرض المحدق بنا. و من خلال جولاتي في إطار الخروج للضرورة القصوى كالتبضع مثلا، و من بعض محادثاتي مع الناس في كل مرة كنت أفاجئ لما أسأل البعض عن فيروس كوفيد أو من خلال فضولي لمعرفة التدابير الوقاية التي يتبعها الآخرون، أستغرب لما أسمع الكثير يجيبني قائلا: ” ما يقتل غير العمر”، أو “ما كاين والو زادو فيه”، و منهم من يقول ” را فعلا مرض و لكن هولوه إعلاميا”.و كنت أيضا أقابل أناس جد واعيين بخطورة الظرفية و يتخذون أقصى الإجراءات. مما يدفعني للتفكير في هؤلاء المجتهدين و الملتزمين بالحجر الصحي و الحريصين على سلامتهم و سلامة محيطهم، و خوفي عليهم من ملاقاتهم قاصح الراس و أن يكون فردا من عائلتهم فيضرب احتياطاتهم بعرض الحائط من كثرة الخيطي بيطي.


لقد بحت حناجر الجمعيات و القوات العمومية و هي تلقي خطابات للتحسيس بالتزام البيوت و أتباع تعليمات السلطة، و استعملت جميع الوسائل للتوعية سواء المناجاة بالبقاء في البيوت و ترديد النشيد الوطني و أيضا التكنولوجية كطائرة الدرون و لكن الكثيرون لا يأبهون و يعتقدون أن كورونا شبح يخرج في الساعة المعلومة السادسة مساء فقط. بل هناك من يقنط في بيته و يخرج ليشم الهوا على حد تعبيره فيستنشق نفحات المرض و يعرض نفسه للإصابة بالفيروس. هذا التمرد يضع الوعي في قفص الاتهام و يقرن بمستوى التعليم باعتباره مؤثرا مباشر على تفكير الإنسان ومروضا للعقل، لكن لا ننسى أن الوعي هو مرتبط أيضا بالتربية. فمجتمعنا اليوم يعاني من ضعف التعليم و انتشار الجهل و خصوصا أزمة القيم و الأخلاق و كل هذه المقومات تؤثر على مستوى وعي مواطنينا. اليوم، دول مثل الصين بؤرة الوباء خرجت تدريجيا من هذه الأزمة ليس بفضل قوة قطاعها الصحي أو باكتشافها للقاح ضد الفيروس بل بالانضباط و احترام شروط السلامة لإنجاح الحجر الصحي و تجاوزه في أقل وقت ممكن، فاعتبروا يا أولي الأبصار

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق