في ذكرى رحيل الدكتور محمد أيت الفران عبدالجليل بن محمد الأزدي

MOSTAFA CHAAB7 أبريل 2022283 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
في ذكرى رحيل الدكتور محمد أيت الفران عبدالجليل بن محمد الأزدي

 

اخبار الشعب /عبد الجليل بن محمد الأزدي:

 

محمد ايت الفران إنسان مفرط في إنسانيته. رجل حقيقي في كل شيء: في إنسانيته ومعرفته وثقافته وأخلاقه وتواضعه الجارح وشهامته العلمية. ويوم 05 أبريل 2018، اختفى وغاب. وبغيابه افتقدنا الإنسان العالم الباحث المربي. كان باحثا رصينا من العيار الثقيل. يواكب ويواظب باستمرار ويحضر دوما جميع الفعاليات الثقافية والعلمية… كان يعيش بالعلم ومن أجل العلم. وبرغم دماثة أخلاقه ورهافة مشاعره وإفراطه في القيم الإنسانية التي تشبع بها في الأزقة الشعبية بمراكش وفي رحاب الحرم الجامعي الألماني، لم يهادن إطلاقا في علمه، كما لم يكن يهادن في أي شيء، ولم يكن في ملاحظاته ومعاملاته وردوده يساجل، وإنما كان يتحدث بهدوء قاتل.
نعم، كان يتكلم بهدوء، ويضرب بقوة شأن المستشرقين وفقهاء الألمان. محمد أيت الفران نموذج ما يمكن تسميته الضربة اللفظية القاضية Le KO verbale. ظل باحثا مختلفا ومثقفا استثنائيا شأن جميع الكبار الذين يذهبون ويتركون بصماتهم النيرة والمنيرة.
وعلى مسافة أربعين يوما من وفاته، أصدر المتشرد كتابا تحت عنوان: جداريات- شذرات من سيرة ذهنية، ويقع في 277صفحة من الحجم المتوسط. وعلاوة على حجمه والزمن القياسي الذي أنجز فيه، فهو شكل من التأليف غير مسبوق يعتمد ما كتبه محمد ايت الفران على جدران مواقع التواصل الإجتماعي، ويشير إلى مسارات فكره ومحاوره والأسئلة التي كانت تستحوذ على ذهنه المتقد، وهي أسئلة يندمج فيها العلمي بالمجتمعي والسياسي، وتندغم ضمنها هموم الذات والآخر، وتتنافذ وتتشافع ضمنها قضايا الشعب والوطن بقضايا التربية والتعليم في مستوياته المختلفة، ابتداء من المعمل الأول لإعادة إنتاج الإيديولوجيا، أي الأسرة، وصولا إلى الجامعات، أي معمل تفريخ المعطلين أو ما يسمى في لغة السوسيولوجيا: الإنتلجنسيا المتصعلكة.
والآن، ونحن على مسافة أربع سنوات من اختفاء هذا الأستاذ المثال والنموذج، نستحضر ما قد نكون نسيناه، نستحضره كي لا ننساه، وأكيد لن ننساه، لأنه ببساطة معادلة جامعية جامعة يصعب نسيانها.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق