اخبار الشعب /نزهة الإدريسي
الحزب السياسي هو مؤسسة أو تنظيم يتمتع بصفة قانونية داخل الأنظمة الديمقراطية هدفه الوصول للسلطة لتكون له الأولوية في إتخاذ القرار وفق برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي حدد فيه وجهات نظره و رؤاه فيما يخص إصلاح و تطوير دواليب ومؤسسات الدولة بما يرتقي بها لتلبية طموحات الشعب ، وهذا بواسطة برنامج تتفق عليه قيادات الحزب ويرتكز على نهج فكري معين تصنف حزب طبيعته ، لتكون إما يسارية أو يمينية او معتدلة وهكذا…
وانطلاقا من هذا الفكر والتوجه تحدد وجهة نظرها في الإصلاح وتعمل بكل جهد وبوسائل متعددة أغلبها دعائيا من أجل إقناع الجماهير ببرنامجها ورؤيتها للإصلاح وتركز على الطاقات الفاعلة في المجتمع مثل الطلاب و العمال والقطاعات الحيوية مثل الصناعة والفلاحة والتعليم والصحة …
من هذه الزاوية فإن الأحزاب السياسية تبدو تصورا مثاليا للإصلاح والرقي بالمجتمع وهذا ما وجدت لأجله في الأصل، . إلا أنها الآن صارت تقف عند حدود الدعاية ، بل المكر بالشعب و إستغلال مشاكله في مواجهة السلطة الحاكمة من أجل إحراجها أمام الشعب لينقص من شعبيتها ويشكك في كفاءتها بل ونزاهتها في خدمة المجتع حتى يتسنى لهذه الأحزاب الفوز بالسلطة أو على الأقل أغلبية المقاعد البرلمانية التي تخول لها المزيد من الضغط على الحكومة و مقاسمتها القرار .
لكن ضرر هذه الأحزاب لم يعد مقتصرا على الدعاية الكاذبة ولكن الأخطر هو تعطيل الطاقات الفاعلة في المجتمع من طلاب وعمال في كل القطاعات وفلاحين ..وذلك عند حشدهم في مقراتها وساحاتها وتعبئتهم بالشعارات و الكلمات الرنانة التي تنفس عليهم الكثير من الاحتقان وأحيانا إيجاد فرصة شرعية وقانونية للانتقام من الحكومة بدلا من أن تحشدهم لتمهد لهم الطريق والسبل الممكنة لتحقيق الأهداف التي سطرتها في برنامجها الحزبي و تلبية الممكن من طلبات المواطنين .
وهكذا أضحت الأحزاب السياسية مؤسسات لتفريغ الطاقات من مضمونها وعبئ مضاف لميزانية الدولة ، كما فضاء شاسع للمواطن لمعانقة خيبات الأمل التي تكبر كل يوم كبر مشكلاته ، وتتسع بحجم اتساع الوطن .
لهذا حق عليها القول : ..
” الشعب يريد إسقاط الأحزاب ”
نزهة الإدريسي
المملكة المغربية
