ماذا تريدون للوطن؟

MOSTAFA CHAAB15 سبتمبر 2020190 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
ماذا تريدون للوطن؟

 

اخبار الشعب /محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.

أتابع جلّ اليتوبرز السياسيين والمعارضين للنظام المغربي في الخارج. وكلهم يجمعهم هدف واحد: تصوير البلد على أنه محمية فرنسية منزوعة السيادة، وجحيم لا يطاق وأرض أشبه بالموات… ومن ثمة تهييج الشعب للقيام بالثورة.
مشارب هؤلاء اليوتوبرز الإديولوجية مختلفة جداً… هم ما بين علماني، وملحد، وإسلامي وهارب من العدالة، وانفصالي يشتغل على تسويغ أطروحة البوليساريو وتسويق فكرة تقسيم الوطن في جنوبه وفي ريفه…
بعضهم يشتغل على النفخ في الاختلالات الإدارية والتهويل من تصرفات معزولة هنا أو هناك. لكن منهم وطنيون منصفون ومعتدلون يقيناً.
بعض هؤلاء اليوتوبرز متواجدون داخل الوطن… وهم أيضاً ألوان وأشكال… دون إبعاد الهدف المادي بالنسبة لأكثرهم، وما المادة السياسية لانتقاد الدولة سوى مادة استرزاقية خالصة.
هؤلاء المعارضون تقابلهم مجموعة أخرى من الوطنيين وحتى من “المطبلين”
وفي تقديري، لا أظن أن الدولة تحتفي بالمطبلين الذين لا همّ لهم سوى الإشادة بأي شيء وبكل شيء… وفي الغالب بأسلوب بدائي وتهريج أمّي… هؤلاء يسيئون للدولة أكثر من أي شيء آخر.
والسؤال الآن هو: هل المغرب فعلاً على هذا القدر من السوء وهذا الاستلاب وهذه الصورة السوداوية التي ترسمونها؟
هل المغرب قابع في قاع التخلف والظلم والجهل والمرض والفقر؟
هل المغرب فعلا دون سيادة ودون إنجازات ودون مشاريع؟
هل الشعب المغربي فعلاً كله عارٍ وجائع وبائس؟؟
لنكن واقعيين من غير تبخيس ولا تيئيس… ومن غير تطبيل ولا تزمير كذلك.
النظام المغربي متجذر في الزمان والمكان ويستمدّ مشروعيته من الدين الإسلامي ويحظى بقبول شعبي منقطع النظير.
هذه حقيقة أم أكذوبة؟
إنجازات الدولة العملاقة يعترف بها العدوّ قبل الصديق:
الميناء المتوسطي وسلسلة من الموانئ بالعشرات على طول ما يناهز 3500 كيلومتر من الشواطئ… وإنتاج جبار يخص قطاع السمك، تصنيعاً واستهلاكاً وتصديراً، هل هذه حقيقة أم أكذوبة؟
مطارات عصرية دولية في كل جهات المملكة، حقيقة أم أكذوبة؟
طرق سيارة تربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب والوسط، حقيقة أم أكذوبة؟
سكك حديدية مترامية الأطراف وامتلاك القطار فائق السرعة (البراق) وبناء محطات عصرية وتأهيل أخرى، حقيقة أم أكذوبة؟
بناء محطات طرقية عصرية في كل المدن مع توفير أسطول هائل من الحافلات العصرية… حقيقة أم أكذوبة؟
تأهيل الحقل السياحي من فنادق مصنفة وتطوير الصناعة التقليدية التي لها ارتباط بالقطاع.
حقيقة أم أكذوبة؟
التغلغل الاقتصادي في إفريقيا حتى بات ينافس النفوذ الفرنسي والصيني، والشراكة المغرببة الأوروبية في شتى المجالات… حقيقة أم أكذوبة؟
إرساء قواعد للطاقة المتجددة والمتنوعة الريحية والشمسية (نور نموذجا) وهو أكبر حقل للإنتاج الطاقي الشمسي في العالم) حقيقة أم أكذوبة؟
ازدهار العمران وتأهيل المدن والبنية التحتية وأسواق القرب وتحديث الإدارات والحدائق العمومية… حقيقة أم أكذوبة؟
بناء مئات المدارس والمستشفيات والمعاهد والمساجد وملايين الطلبة على الرغم من الاختلالات المتنوعة التي يتسم بها قطاعا التعليم والصحة… أقول: هل هذه حقيقة أم أكذوبة؟
الازدهار الصناعي العملاق وإحداث أكثر من قطب اقتصادي فعال (طنجة نموذجا) مصانع للسيارات وقطع غيار للطائرات وغير ذلك… حقيقة أم أكذوبة؟
“كهربة” البوادي والمداشر حقيقة أم أكذوبة؟
هامش الحرية في الرأي والتعبير بما لا يحلم به جيراننا…؟ حقيقة أم أكذوبة؟
إنشاء الملاعب الرياضية الضخمة بمعايير دولية في المدن الكبرى وملاعب القرب بالمئات في كل الأحياء… حقيقة أم أكذوبة؟
سدود كبيرة وتلّية وإصلاح زراعي وإنتاج فلاحي وحيواني متنوع كافٍ للاستهلاك المحلي …حقيقة أم أكذوبة؟
تحديث الصناعة العسكرية والأمنية وتطوير القوة العسكرية برية وبحرية وجوية واستخباراتية (أقمار صناعية) حقيقة أم أكذوبة؟
هذه حقائق تملأ العين فأيّاً منها تنكرون؟
أنا لا أقول بأن بلادنا هي الفردوس الأعلى ولا هي واحة الديموقراطية أو القوة الاقتصادية العظمى… لا أبداً… ولكن ليس التبخيس والتيئيس والتشويه والتشهير وموالاة الأعداء والانتقام من الدولة لسبب أو لآخر هو الصواب والطريق الأمثل للإصلاح.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق