اخبار الشعب / محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.
تقدم المغرب بطلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى الحكومة الإسبانية لإحالة ملف الصحراء المغرببة على محكمة لاهاي الدولية (23 سبتمبر 1974)
في (16 أكتوبر 1975) نزل حكم المحكمة كالصاعقة على حكام الجزائر وقادة البوليساريو: الصحراء مغربية.
وهو ما اعتمده المغرب فقرر تنظيم المسيرة الخضراء السلمية (6 نوفمبر 1975) التي آتت أكلها في ثلاثة أيام فقط. وقررت إسبانيا الانسحاب وإنزال علمها الاستعماري إيذاناً بانتهاء الاحتلال، تحت ضغطِ زحفِ 350 ألف مغربي ومغربية من المدنيين نحو الصحراء. وذلك بعد اتفاقية مدريد بين إسبانيا والمغرب وموريتانيا (14 نوفمبر 1975)
بالدليل القاطع والساطع استنادا إلى ما قضت به المحكمة الدولية في لاهاي اعترف العالم كله بمغربية الصحراء وأنها جزء لا يتجزأ من المملكة المغرببة.
لقد تم الحسم مع الاحتلال الإسباني وتم استرجاع الصحراء كما استرجع من قبلُ الشمال وإقليم سيدي إفني… أي استكمال التحرير وتصفية الاستعمار إلى الأبد. ثم النظر في الجيوب الاستعمارية الأخرى سبتة ومليلية وبعض الجزر… بالقانون والديبلوماسية ودون إراقة الدماء. وكذلك كان.
حكام الجزائر سُقِط في أيديهم بعد النطق بالحكم، وسُقط في أيديهم في ذهول أمام المسيرة الخضراء، وسُقط في أيديهم وهم يرون الإسبان يسلمون الصحراء إلى أهلها…كل ذلك بسرعة فائقة… وبموازاة استنفار عام للقوات المسلحة الملكية وباقي القوات المساعدة والدرك والشرطة… بل تلاحم الشعب المغربي قاطبة وراء قيادته العليا بشكل مدهش وإصرار مذهل على النصر وبأي ثمن… حكام الجزائر عرفوا أن الخيبة العظمى التي لحقتهم لا ينفّس عنها سوى الدسائس والمكر ونصب العداء في إطار الطرح الهجين الذي تبنوه بصناعة البوليساريو وتسليحه وتدريبه واحتجاز الصحراويين في مخيمات العار بتندوف وما تبع ذلك من حروب طاحنة مع البوليساريو المدعوم من الجزائر ومصر وليبيا وغيرها من الدول الشيوعية…
والنتيجة أمامنا الآن: الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه وقبائل الصحراء وسكانها في بحبوحة من العيش والتنمية مقارنة بتندوف حيث الفرق بين هؤلاء وأولائك أشبه ما يكون بالفرق بين الحياة والموت…
لاحقاً سأتعرض لحكم المحكمة الدولية الذي اعتمدته المملكة لاسترجاع الصحراء، فاسترجعتها على رغم أنوف الأعداء “الأشقاء” لتواجه بعد ذلك حروباً دبلوماسية ودسائس الجنرالات وضباط المخابرات الجزائرية مواجهة مستمرة في شتى المحافل الدولية.
وكتبه محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.