اخبار الشعب/بقلم: هاني مراد
وباء كورونا الذي حل ضيفا ثقيلا و مميتا على المملكة على غرار سائر دول العالم، جعل بلدنا يتخذ تدابير استباقية و إجراءات وقائية للحد من انتشاره.
تجندت الأطقم الطبية و سلطت الأضواء على المستشفيات و المراكز الصحية التي كانت تعاني من جميع المشاكل التي يمكن تخيلها. جهزت المصحات العمومية بأسرة و أجهزة جديدة لمواجهة هذا الوافد الخطير، و عبئت كل الطاقات البشرية و أقيمت المستشفيات الميدانية و العسكرية هنا و هناك. و يبقى أبرز إجراء اتخذه مسؤولوا القطاع الصحي هو تعقيم المراكز الصحية و تزويد الأطقم الطبية و العاملين في القطاع الصحي بألبسة خاصة لمواجهة فيروس كورونا و بدل أمان لتجنب العدوى. لكن، هناك شريحة كبيرة من العاملين في المراكز الصحية التي تعاني ضغطا كبيرا و عدة مشاكل و التي عبرت لجريدة اخبار الشعب عن امتعاضها و تخوفها من ظروف العمل الخطيرة التي تواجهها. فرغم الوباء ، استمرت هذه المراكز في تقديم العديد من الخدمات الحيوية من قبيل تطعيم الأطفال و الذي يستوجب اتخاذ إجراءات وقائية صارمة حفاظا على سلامة الأطفال و المرتفقين كاحترام مسافة الأمان و التعقيم المستمر و تعقيم حتى الدفتر الصحي الذي تدون فيه معلومات الطفل، بالإضافة إلى استمرار مواكبة النساء الحوامل و الناس الذين يعانون من أمراض مزمنة خصوصا بحلول شهر رمضان و الذي يفرض عليهم متابعة دقيقة. و أصبحت تعرف هذه المراكز ضغطا كبيرا إذ أن المرضى أصبحوا يلجونها بكثرة في ظل صعوبة التنقل لمستشفياتهم الاعتيادية و عياداتهم الخاصة، ففضلوا المعاينة في مستشفى الحي. هذه المؤسسات كانت تعاني خصاصا كبيرا في الموارد البشرية قبل أزمة كورونا، أما اليوم فتفاقمت المعاناة بقوة الضغط، و أصبح أطباء المراكز الاستشفائية الصحية يلعبون دور الطبيب النفسي في ظل الهلع و التخوف الناتج عن وباء كورونا. إذ أصبح الشخص بمجرد شكه بعرض من أعراض كورونا يتجه مباشرة إلى المركز الصحي للتأكد إذا ما كان مصابا بالفيروس أم لا، و من الناس من يلج ليطلب تحليلا مخبريا لإزالة ارتياب يراوده. فتلعب هذه الأطقم الصحية دور الطبيب عند المعاينة، و دور الطبيب النفسي لمؤازرة المواطنين الذين يرتابهم هاجس المرض و يطمئنونهم و يقدمون نصائح و إرشادات للوقاية و تبديد المخاوف. هذه فقط بعض الأمثلة من المعاناة اليومية للعاملين في مثل هذه المراكز، و هي شريحة و جب الالتفات اليها و تحسين وضعها و مدها بالطاقة البشرية الكافية للاستجابة لحاجات المرضى ، و خصوصا تزويدهم بالوسائل الوقائية كأدوات التعقيم و اللباس الخاص حفاظا على سلامتهم و سلامة جميع مرتفقي هذه المراكز. في انتظار تجاوز محنة الوباء، و الانكباب على إصلاح القطاع الصحي الذي أعطانا فيه فيروس كورونا نموذجا تنمويا مفصلا و جديدا
ففي حمايتهم حماية المجتمع.