المراكز الصحية في زمن كورونا

اخبار الشعب28 أبريل 2020382 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
المراكز الصحية في زمن كورونا

اخبار الشعب/بقلم: هاني مراد

وباء كورونا الذي حل ضيفا ثقيلا و مميتا على المملكة على غرار سائر دول العالم، جعل بلدنا يتخذ تدابير استباقية و إجراءات وقائية للحد من انتشاره.

تجندت الأطقم الطبية و سلطت الأضواء على المستشفيات و المراكز الصحية التي كانت تعاني من جميع المشاكل التي يمكن تخيلها. جهزت المصحات العمومية بأسرة و أجهزة جديدة لمواجهة هذا الوافد الخطير، و عبئت كل الطاقات البشرية و أقيمت المستشفيات الميدانية و العسكرية هنا و هناك. و يبقى أبرز إجراء اتخذه مسؤولوا القطاع الصحي هو تعقيم المراكز الصحية و تزويد الأطقم الطبية و العاملين في القطاع الصحي بألبسة خاصة لمواجهة فيروس كورونا و بدل أمان لتجنب العدوى. لكن، هناك شريحة كبيرة من العاملين في المراكز الصحية التي تعاني ضغطا كبيرا و عدة مشاكل و التي عبرت لجريدة اخبار الشعب عن امتعاضها و تخوفها من ظروف العمل الخطيرة التي تواجهها. فرغم الوباء ، استمرت هذه المراكز في تقديم العديد من الخدمات الحيوية من قبيل تطعيم الأطفال و الذي يستوجب اتخاذ إجراءات وقائية صارمة حفاظا على سلامة الأطفال و المرتفقين كاحترام مسافة الأمان و التعقيم المستمر و تعقيم حتى الدفتر الصحي الذي تدون فيه معلومات الطفل، بالإضافة إلى استمرار مواكبة النساء الحوامل و الناس الذين يعانون من أمراض مزمنة خصوصا بحلول شهر رمضان و الذي يفرض عليهم متابعة دقيقة. و أصبحت تعرف هذه المراكز ضغطا كبيرا إذ أن المرضى أصبحوا يلجونها بكثرة في ظل صعوبة التنقل لمستشفياتهم الاعتيادية و عياداتهم الخاصة، ففضلوا المعاينة في مستشفى الحي. هذه المؤسسات كانت تعاني خصاصا كبيرا في الموارد البشرية قبل أزمة كورونا، أما اليوم فتفاقمت المعاناة بقوة الضغط، و أصبح أطباء المراكز الاستشفائية الصحية  يلعبون دور الطبيب النفسي في ظل الهلع و التخوف الناتج عن وباء كورونا. إذ أصبح الشخص بمجرد شكه بعرض من أعراض كورونا يتجه مباشرة إلى المركز الصحي للتأكد إذا ما كان مصابا بالفيروس أم لا، و من الناس من يلج ليطلب تحليلا مخبريا لإزالة ارتياب يراوده. فتلعب هذه الأطقم الصحية دور الطبيب عند المعاينة، و دور الطبيب النفسي لمؤازرة المواطنين الذين يرتابهم هاجس المرض و يطمئنونهم و يقدمون نصائح و إرشادات للوقاية و تبديد المخاوف. هذه فقط بعض الأمثلة من المعاناة اليومية للعاملين في مثل هذه المراكز، و هي شريحة و جب الالتفات اليها و تحسين وضعها و مدها بالطاقة البشرية الكافية للاستجابة لحاجات المرضى ، و خصوصا تزويدهم بالوسائل الوقائية كأدوات التعقيم و اللباس الخاص حفاظا على سلامتهم و سلامة جميع مرتفقي هذه المراكز. في انتظار تجاوز محنة الوباء، و الانكباب على إصلاح القطاع الصحي الذي أعطانا فيه فيروس كورونا نموذجا تنمويا مفصلا و جديدا

ففي حمايتهم حماية المجتمع.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق