منطقُ الرُّويبضة ومنطلقُه

MOSTAFA CHAAB18 سبتمبر 2020154 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
منطقُ الرُّويبضة ومنطلقُه

 

اخبار الشعب /وكتبه محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.

يقول الله عزّ ثناؤُه:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى) البقرة:١٧٨
القصاص هو التسوية بين الجرم والعقاب. من قَتَل يُقتل. النفس بالنفس. ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ) المائدة ٤٥
هذا عدل. والله حكَم عدْلٌ. وأمر بالعدل(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) النحل ٩٠
يقول الرويبضة: إن قتل القاتل راحة له، بل يجب في حقه السجن المؤبد وتعذيبه ليذوق وبال أمره. وأيْمُ الله لَهذا هو الانتقام عينُه الذي يتهربون منه بتطبيق القصاص. ثم من أدرى هذا الرويبضة أن القصاص راحة للجاني؟ ومن أدراه أن الانتقام نفسه معيب على إطلاقه؟
هؤلاء الجهلة المستَلَبون فكرياً لا يعرفون ديناً ولا شريعة ولا يومَ بعثٍ ولا جنةً ولا ناراً… يصدعون رؤوسنا بالأسطوانة المشروخة عن (حقوق الإنسان، والمواثيق الدولية، والحقوق الكونية…) لا يفترون ولا يملون. كأنهم لا دين لهم ولا ملّة.
ولقد سمعت التافه الجهول منهم يتشدق بأن قوانين البشر من يهود ونصارى وملاحدة في عواصم الغرب أسمى وأعلى من كل شريعة ولو كانت شريعة رب العالمين.
فهل هناك ضلال أكبر من هذا الضلال؟. حتى كفَار قريش لم يكونوا يعبدون الأصنام باعتبارها أسمى من الله تعالى، بل كانوا يعبدونها لتقربهم إلى الله زلفى بجهلهم. (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ) الزمر:٣
مرة أخرى… القصاص شريعة الله. وما يلهث خلفه الرويبضة شريعة البشر الذين امتلأت بطونهم ب(…) أعزكم الله.
ويتحدثون عن حقّ الحياة… ويرفضون شرع الله لأنه يسلب حياة السفاح. وفي المقابل يتنكرون لحياة المقتول وكأنها لم تكن حياة. لا بل يسلبون حياة الأجنّة الأبرياء الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب… بشرعنة الإجهاض. ويالها من مفارقة!
أما الانتقام فهو إنزال العقوبة مع الكُره والسخط. ولئن كان هناك من انتقام حقيقي فهو حاصل في تشريع الله تعالى لحكمة يعلمها الحكيم الخبير الذي سمى نفسه (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ) إبراهيم ٤٧
ويبلغ الجهل ذروته عند الرويبضة في قوله بضرورة إلغاء القصاص في القتلى بحجة ما حصل من إلغاء للحدود الأخرى كقطع يد السارق والجلد والرجم… أي بما أن تلك الحدود معطلة، فلا حرج من تعطيل ما تبقى… وسيأتي عليهم يوم يطالبون فيه بتعطيل الصلوات والحج… وتحويل المساجد إلى قاعات حفلات وملاعب ومراقص… بنفس المنطق. فاللهم احمِ بلادنا من هؤلاء السفلة الذين يعيثون في الأرض فساداً.
وللحديث بقية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق