وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعا

MOSTAFA CHAAB17 ديسمبر 2021232 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعا

 

اخبار الشعب /نزهة الإدريسي/ المملكة المغربية:

 

قال تعالى في كتابه العزيز: ( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) المائدة الآية :32
فسرها السلف الصالح بالقتل الفعلي اي بما يؤدي لازهاق الروح ، والعكس اي من احياها اي كان سببا في نجاة شخص لا يستحق الموت . الا أن هذا التفسير لا يصل لعمق الآية ، لان قتل النفس لا يعني دائما ازهاق الروح ، بل يمكن ان تكون قتلا معنويا بزرع اليأس و الإحباط في نفوس الآخرين ، وسلب الحقوق مما يؤدي الى قهر النفوس و دفعها لما لا يحمد عقباه . اما احياءها فبجبر الخواطر والمساعدة على اجتياز الأوقات العصيبة وبث الأمل في النفوس والعمل الجاد لقهر الصعاب و رد العدوان والتصدي لكل ما يمكن ان يزهق الأرواح او يقهر النفوس و يدمر أسباب الحياة الكريمة
وقد جاء الخطاب في الآية الكريمة موجها للفرد سواء قاتلا او محييا لان المبادرة الأولى تنطلق من الأفراد ، خاصة الأعمال المميزة و الكبيرة فالقتل فعل كبير اذا قام به فرد فانه يؤثر على الجماعة و يفجع عددا من النفوس وربما يحطم حياتهم ، كذلك قتل المعنويات باي شكل قولا او فعلا ومثل هذه الأعمال يكفي ان تصدر من فرد حتى تؤثر على الجماعة . فسلب الحقوق و ممارسة الظلم على ألناس تصدر من فرد واحد لكن ضحاياها كثر.
اما العمل الطيب ان بدر من شخص واحد فالجماعة تستفيد منه خاصة العمل المميز الذي يصبح قدوة ويمكن ان يتسع حتى يصبح ثقافة عامة فيساهم في احياء النفوس وبث الأمل فيها حتى تقوى على تحدي الصعاب وتستقيم حياتها..

نزهة الإدريسي/ المملكة المغربية
[email protected]

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق