نظام الصحة في مدينة طنجة ضعيف وفي حاجة إلي تصحيح

MOSTAFA CHAAB3 ديسمبر 2021324 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
نظام الصحة في مدينة طنجة ضعيف وفي حاجة إلي تصحيح

اخبار الشعب / إبراهيم اعبيدة

الحمد لله الذي جعل لكل داء دواء، ( ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء الدواء) رواه البخاري في صحيحه. والصلاة على طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها.
مما معلوم بداهة، أن الصحة نعمة من نعم الله وهبها لخلقه، وتستوجب من المنعم عليهم شكر المنعم، والمنعم الله -جل جلاله- فإن الشكر يديم النعمة، ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) النحل، الآية : 78. وقوله تعالى: ( وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) الأعراف، الآية :10. وصح عن نبي الرحمة أنه قال : ( من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ) رواه الترمذي في سننه.
وقديما قيل: ” الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها المرضى” ومن ثم فالمرضى يحتاجون إلى رفق وعناية بحالهم، حتى ولو صرخوا في وجه مسعفيهم فهم معذورون؛ لحالهم وضعف قوتهم وما نزل بهم، ولا يستساغ من مسعفيهم أن يصرخوا في وجوههم، فالرحمة الرحمة والرفق الرفق بالمرضى، ليس هذا تفضل بل واجب شرعا، وقانونا، وعرفا، وإنسانيا…

وبناء على ما تقدم، فإننا نلاحظ أمورا تحز في نفوسنا، وتدمع لها عيوننا، وتتجلى في الآتي ذكره:
من غير ما خفاء أن المستشفيات الموجودة في مدينة طنجة الكبرى وخاصة مستشفى محمد الخامس تنقصها التجهيزات الطبية والأدوات الضرورية؛ لإسعاف وإنقاذ حياة المرضى، والعناية بصحتهم؛ لكن السؤال المطروح هو كالتالي:
هل صحيح أن مستشفى محمد الخامس يفتقر لهذه المعدات وتلكم الإسعافات؟
يكفي هذا المستشفى شرفا أنه يحمل اسم المغفور له جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه.
وثمة عبارة متداولة على لسان المواطنين الطنج

يين يقولون: ” إذا مرضت فلا تذهب الى مستشفى محمد الخامس! عبارة طالما رددها سكان مدينة طنجة متحدثين عن أوضاع مزرية وكارثية تعاني منها الصحة العمومية، على عكس نظيرتها في القطاع الخاص، وما يشاهدونه داخل المستشفى من طوابير طويلة الذيل، واكتظاظ في الممرات، ولا وجود لمقاعد الجلوس التي ينبغي توفيرها للزوار، فعند زيارتهم لا يجدون مقاعد الجلوس، فيضطرون للجلوس على الأرض! وتلقي نظرة على القاعات، والغرف فتجد أسرة من حديد قديمة ومتهالكة، وملتصقة بجدران متآكلة، طار طلاؤها منذ زمن ! والمرضى منهم ينتظر مواعيد الفحص، وآخرون ينتظرون إجراء العملية، فيطول انتظارهم، بل يمتد لشهور..!
كما أن المستشفيات تفتقر غاية الافتقار للمعاير الدولية، فنجد مثلا ممرضا واحدا لأ كثر من عشرين مريضا، وكذا طبيبا واحدا يداوم 12 ساعة في غرفة الاستعجالات!!
وفي غياب تام لتوفير شروط الممارسة للعاملين، سواء النفسية، أو العملية، أو العلمية.
ومهنة الطب مهنة إنسانية شريفة، فمن خلالها تنقد أرواح، وتعالج حالات، وترد العافية إلى أبدان من فقدوها؛ لكن في الواقع لا نرى تلكم الإنسانية التي يجب حضورها، إلا في ثلة قليلة من الأطباء الذين ما تزال الرحمة في قلوبهم والإنسانية تجري عروقهم، ولا يخلو زمان ولا مكان من شرفاء ولو على قلتهم.
إن مشكل الصحة العمومية في مدينة طنجة مشكلة تدبير وتسيير بالدرجة الأولى،
فلو كان كل مسؤول يشتغل من خلال موقعه بما هو متاح له، وبنزاهة وتجرد، وضمير حي، وحس إنساني، ومعاملاتي مع المرضى، لكان الحال غير الحال، فلو بر قسمه الذي أداه قبل مزاولته عمله، حتى لا يحنث في اليمين، لكانت المنظومة الصحية ذات آثار إيجابية ومستواها في مصاف الرواد، وصحة الناس في نعمة وعافية، ولكانت الوضعية في مستشفيات بلادنا الحبيب على أحسن ما يرام.

    وختاما:

نطلب من المسؤولين ومن كل ذي صفة له صلة بالصحة، ونناشد والي الجهة، وكذا رئيس الجهة بالتدخل لحل هذه الأزمة التي تعاني منها مستشفياتنا بمدينة طنجة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق