مراكش .. سرقة الهواتف النقالة “ظاهرة إجرامية تبحث عن حلول مجتمعية ناجعة”

Anass Elwardi16 يناير 2023471 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
مراكش .. سرقة الهواتف النقالة “ظاهرة إجرامية تبحث عن حلول مجتمعية ناجعة”

أخبار الشعب .. عبد الرزاق توجاني

منذ بداية السنة الميلادية الجديدة 2023، عادت ظاهرة سرقة الهواتف النقالة بمدينة مراكش، وخصوصا أحياء جليز ، حيث أصبحت مشاهدها تظهر من حين لأخر فيما يستمر لصوص الهواتف ينشطون ويصطادون ضحاياهم المغاربة والأجانب، وفي أقل من لمح البصر يتركون ضحيتهم في حيرته بعدما أخذوا منه هاتفه النقال.

هناك لصوص متمرسون في سرقة الهواتف النقالة، يتبعون أساليب «برق ما تقشع».. منها التربص بأصحابها حتى إذا سهوا عنها ولو في اقل من طرفة عين في مكان خاص، أو في السيارة أو محلات تجارية ، كما تتم سرقتها من جيوب أصحابها ومن حقائب النساء، ومن المنازل أيضا.
العشرات من المواطنين رجالا ونساء ومن مختلف الطبقات والمستويات الاجتماعية تعرضوا لعملية سرقة هواتفهم أو اختفائها، فالأسواق والأزقة والشوارع المزدحمة تعد من أبرز الأماكن التي تتم فيها عمليات نشل وسرقة الهواتف المحمولة إضافة إلى الأماكن العامة وغيرها من الأماكن الخاصة التي يكون طابعها الازدحام، هكذا عادت بمدينة مراكش سرقة الهواتف النقالة بالنشل والخطف والعنف فيمابين المراهقين والشبان الطائشين واللصوص وقطاع الطرق ، فالأمر أصبح ظاهرة تستوجب إنتباه كافة المتدخلين و الفاعلين من مؤسسات تربوية و مؤسسات أمنية و ايضا الأسر و خصوصا أن سرقة الهواتف النقالة انتشرت انتشار النار في الهشيم، وأضحت مسالة مألوفة وعادية، بدعوى كون الهاتف النقال أسهل للسرقة وأثمن للبيع.
يقول أحد المراكشيين: إن السرقات تكون في بعض الشوارع المزدحمة وخصوصا بالأحياء الراقية كحي جليز، حيث أن راكبي الدراجات النارية يستغلون فرصة استعمال الشخص لهاتفه.
ويضيف، إن استخدام الهاتف النقال من طرف المشاة أثناء إرسال رسائل أو استخدام الإنترنت يجعل هؤلاء هدفا لمثل هذه السرقات من طرف ركاب الدراجات النارية.
ويستمر في تصريحه: “إذا كان هناك أحد اللصوص على دراجة نارية ورأى أحد المشاة وهو يستعمل الهاتف على الطريق أو على الرصيف أو معهم حقيبة يستطيعون بسهولة أن يسرقوا الهاتف أو الحقيبة ويختفون بسرعة كبيرة”، مشيرا إلى أن راكبي هذه الدراجات يستطيعون الاختفاء وسط المباني والأزقة ويصبح من الصعب تتبعهم.وفي تصريح آخر تحدثنا طالبة جامعية تعرضت لسرقة هاتفها النقال بالمحطة الطرقية باب دكالة، عندما كانت بصدد الرد على مكالمة هاتفية: أصبحت مشاهد سرقة الهواتف النقالة تتكرر في

العاصمة السياحية مراكش، في كل من محطات النقل، ساحة الفنا، زقاق المدينة القديمة خصوصا أزقة وشوارع حي جليز، حيث ينشط لصوص الهواتف النقالة بكثرة في اصطياد ضحاياهم، مستغلين في ذلك الأماكن الزحمة ليسلبوهم هواتفهم ، مستخدمين أساليب عدة للسرقة بين النشل و الخطف ، حيث يتواجد اللص بين الناس ويستغل فرصة انشغالهم، وعادة لا يقوم اللص بالسرقة لوحده ، إذ يرافقه في تنفيذ جرمه شريك ، والأدهى والأمر أنك قد تقوم بإخراج هاتفك للاتصال أو الرد على مكالمة فيختطفه من بين يديك في لمح البصر ويلوذ بالفرار على متن دراجة نارية فائقة السرعة.

هناك من يرى أن ما يشجع على تنامي عمليات سرقة الهواتف النقالة هو وجود أسواق موازية كنموذج الأحباس “المسيرة 1” و تعرف ب “دلالة”، التي يتم بيع فيها الهواتف النقالة، والتي تعد تقريبا كلها مسروقة.

كما يوجد باعة محلات يتعاملون مع لصوص الهواتف و يعملون على إعادة بيعها للزبائن، حيث لا يوجد سارق دون مشتري للمسروق، هذا ما قاله أحد ضحايا لصوص الهواتف، و الذي أضاف مشددا بالقول ” أنه يجب ضرب الظاهرة من جذورها” ، مشيرا أنه لا وجود لإجراءات ردعية ضد بائع المسروق، بدليل أن الأسواق والمساحات العمومية في أحياء أو أسواق مراكش ، تعج بالذين يبيعون أشياء مجهولة المصدر، فمنذ أن عرف المغرب الهاتف النقال الذي تطورت أسواقه بشكل سريع وغير مسبوق مقارنة بالدول الأخرى، ومحلات بيع الهواتف النقالة و إكسسواراتها تنمو كالفطريات في كل الشوارع والأسواق، ويكاد من بين 3 هواتف نقالة معروضة للبيع، هناك هاتف نقال مستعمل لا يعرف مصدره
المشكلة في المدن المغربية، وبغض النظر عن أن القانون يعاقب بيع أي منتوج دون فاتورة أو تحديد هويته، حتى وإن لم يكن مسروقا، إلا أن السؤال الذي يطرح: من هذا الذي يشتري جهاز ”آيفون” مثلا بثمن باهض، ليعيد بيعه بعد ثلاثة أشهر أو أربعة وربما أقل بأقل من نصف سعره، لنجده في رفوف هذه المحلات أو الحطات بألف درهم أو أقل؟ يبدو الأمر غريبا، والمرجح أن هذا الهاتف وصل إلى هذه المحلات بعد سلسلة من الباعة والمشترين لهاتف سرق من ضحية سواء كان مواطن مغربي أو أجنبي.

وفي هذا الصدد ، نرجو من ولاية الأمن بجهة مراكش آسفي، إيلاء موضوع سرقة الهواتف الأهمية اللازمة من أجل القضاء على هذه الظاهرة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق