تسبب توجيه الولايات المتحدة الأمريكية الدعوة للمغرب لحضور اجتماع مجموعة السبع في غضب كبير في جنوب إفريقيا، حيث جعل بريتوريا تستدعي زعيم مليشيات البوليساريو على عجل، وتستقبله بشكل مبالغ فيه؛ وهي تعلم أن تمسكها بالدعوة إلى تنظيم استفتاء بالصحراء المغربية نكاية في المغرب قد أقبرته بشكل نهائي قرارات مجلس الأمن.

أصبحت جنوب إفريقيا تتصرف كنظام العسكر الجزائري تحديدا في الآونة الأخيرة، بعدما استشعرت أن المركز الاقتصادي والتجاري الذي كانت تحتله لم يعد لها، بعد سيطرة المغرب على سوق السيارات والطائرات وسيصبح دولة منتجة للغاز واللقاحات والادوية، وأصبح رائدا في كل شيء وسحب منها البساط، وزادت علاقاته بأمريكا قوة وصلابة وتعاونا في السنوات الأخيرة.

وتعتقد جنوب إفريقيا أنها بدعوة رئيس عصابة مصنفة على رأس قوائم الإرهاب في العالم، تستطيع النيل من المغرب وفرملة طموحه وريادته، وتسعى بريتوريا إلى إضعاف المغرب والحد من تقدمه، وتضع يدها في يد النظام العسكري الجزائري وقوى غربية استعمارية سابقة.

لكن المغرب اعتمد إستراتيجية جديدة ناجحة جعل البلدان الإفريقية تضع مواقفها تجاه ملف الصحراء المغربية جانبًا، وتعطي الأولوية للعلاقات الاقتصادية، ضمن علاقات رابح-رابح، مثل: إثيوبيا، ونيجيريا، وأنغولا، ورواندا، وغيرها من الدول التي كانت تحسب في وقت قريب على معسكر جنوب إفريقيا والجزائر.

لكن بريتوريا التي كانت تعتبر نفسها القوة الاقتصادية والتجارية والسياسية الأولى في إفريقيا بلا منازع، أصبحت في خبر كان، بعد انتشار الفساد وتدهور الاقتصاد وغياب الكهرباء وتدهور أوضاع المواطنين واندلاع الاضطرابات، ومثول رئيس البلاد في قضايا فساد، كلها لن تسعف جنوب إفريقيا من اجل اللحاق بسباق المغرب نحو الريادة العالمية والإفريقية، لان المغرب عقد مئات الاتفاقيات مع دول إفريقية، من أبرزها اتفاقيةٌ أنبوب الغاز الذي يربط المملكة بنيجيريا نحو أوروبا، وهو المشروع الذي يغيض الجزائر وجنوب إفريقيا .

ولعل استقبال زعيم مليشيات البوليساريو إبراهيم غالي في بريتوريا أمس، جاء مباشرة بعد الإعلان عن دعوة الولايات المتحدة الأمريكية المغرب للمشاركة في اجتماع الدول السبع G7، لن يرغم واشنطن على سحبها، وهي الدعوة التي تنسجم مع الموقع الذي أصبح يحتله على المستوى الاقتصادي في القارة الإفريقية، على عكس جنوب إفريقيا التي بدأت تخسر مكانتها الدولية.