اخبار الشعب/ محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ
——————————
لا شك في أن قائلَ هذه العبارة (إلا رسولَ الله) يقولها تعبيراً عن محبته لنبي الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتعبيراً عن غضبه ممَّن أساء إلى سيدنا رسولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وهذا هو المظنون في كل مؤمن قال هذه العبارة أو كتبها…وهو مأجور ٌ على هذا الحب إن شاء الله.
لكنْ…
وإنْ كان حسنُ النيّة عملاً قلبيّاً صالحاً ولا شك. فما تحمله العبارة من غلط سيئٌ للغاية في تقديري.
ووجهُ السوء في ذلك، أنّ المستثنى إنما يُراد به مخالفةُ المستثنى منه. والمستثنى منه هنا غيرُ مذكور اختصاراً وللعلم به. وأنّ الاستثناء يَشِي بعدم الاكتراث للإساءة إلى مقدسات الإسلام الأخرى… وأنه يمكن التسامحُ معها أو قبولُها -عياذاً بالله-
العبارة تحتمل مثلاً أنْ لا بأسَ بإذاية عيسى أو موسى أو أي نبي آخر عليهم السلام جميعاً إلا رسولَ الله. رسولُ الله عليه الصلاة والسلام خط أحمر. كأن الآخرين عليهم السلام خط أخضر وإيذايتُهُم يمكننا تحمّلها والصبرُ عنها.
وتشي العبارةُ أيضاً بقبول إيذاءِ رب العالمين كذلك، إلا رسولَ الله.
والاستهزاء بالصلاة أو أيِّ شعيرة أخرى أو شريعةٍ يمكن التسامحُ معه إلا رسولّ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
طبعا المسلم لا يقصد هذا المعنى أبداً، وحاشاه. لكنْ عبارةً (إلا رسولَ الله) تحتمل ذلك.
وعلى هذا النمط أنشد ذلك المنشدُ الكويتيُّ أنشودتَه (إلا صلاتي ما أخليها…) ويمكننا أن نفهم من هذه العبارة أن صاحبنا يمكنه أن يترك الصيامَ والزكاة والحج وبرَّ الوالدَيٍن والدعوةَ إلى الله وغيرَ ذلك… لكنِ الصلاةُ خط أحمر لا يمكنه تركها (إلا صلاتي ما أخليها…)
ولمزيد ليانٍ لو قال لنا بائع سيارات مثلاً (إلا هذه السيارة لن أبيعَها…) مفهوم لكل أحدٍ أنه راضٍ ببيع جميعِ ما عنده من سيارات إلا التي عيَّنها…
وبهذا وجب التنبيهُ والبيانُ وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليماً.
هذا وكتبه محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ