اخبار الشعب/بقلم: الإعلامي: ايمن عبدالله زاهد:
المدينة المنورة:
اللغة العربية والدين الاسلامي مثل الجدار، اذا هدمت اي ركن منه فإن البناء سوف يسقط كله،
حيث ان هدم اللغة العربية يعني هدم الاسلام،
و ان القرآن الكريم لن يفهمه احد،
كذلك لن يستطيع اي انسان ان يتدبره ويحسن تلاوته ويقوم بتفسيره.
وتعتبر اللغة العربية كذلك لغة الاحاديث النبوية الشريفة،
وفي ايات كتاب الله الكريم،
واحاديث سيدنا ونبينا محمد صل الله عليه وسلم إعجاز لغوي وادبي كبير،
وحيث ان القران الكريم معجزة خالدة في حد ذاتها،
تحدى بها الله سبحانه وتعالى اهل الفصاحة والبلاغة من اصحاب سوق عكاظ وغيره من الاسواق الادبية،
ومن اهل الشعر الذي يعتبر ديوان العرب ،وكان له تاثير كبير في حياة المجتمع العربي،
ايضاً كانت هناك المعلقات الشعرية التي كانت تعلق على باب الكعبة المشرفة،
توضيحاً بانها الافضل مابين مختلف القصائد لكافة الشعراء،
كذلك هناك النثر والخطابة والفصاحة والبلاغة،
كلها وقفت عاجزة امام الاعجاز اللغوي والادبي للقرآن الكريم،
وفي معجزة اخرى للنبي الامي محمد عليه افضل الصلاة وازكى التسليم،
كانت احاديثه من حيث الفصاحة والبلاغة هى الاقوى بعد القرآن الكريم،
حيث ان الرسول الكريم صل الله عليه وسلم اوتي جوامع الكلم،
واسلولب احاديثه معروف من حيث الاعجاز اللغوي والادبي،
حتى انه بعد السند والمتن لاي حديث نبوي شريف،
يمكن اضافة الناحية اللغوية والادبية لهما لرد اي حديث او تصحيحه،
لذلك مابين اللغة العربية الفصحى وآدابها وقواعداها وعلومها،
تعتبر جميعها حافظة وموضحة وشارحة لايات الله الكريمة، واحاديث رسوله عليه الصلاة والسلام،
وكان للغة العربية اهتمام كبير لدى الجميع في شتى العصور،
رغم دخول شعوب اخرى غير عربية للاسلام واندماجها في المجتمعات العربية،
الا انها تاثرت باللغة وادابها حتى ظهر كثير من العلماء في مختلف العلوم ومنها اللغة والادب من غير ابناء يعرب،
كونهم درسوا هذه اللغة وتبحروا فيها حتى اجادوها،
ويتضح من هذا بان الفتوحات الاسلامية كانت ترحب بمختلف العلوم،
وظهرت عصور ازدهرت فيها شتى العلوم المختلفة ومنها اللغة العربية وادابها وكافة علومها،
وكما قال الشاعر محمدعبدالغني حسن ،مؤلف كتاب بطل السند:
كانت اوربا ظلام ضل سالكه
وشمس اندلس بالعلم تهديه
وكل من نطق الفصحى لكم رحم
فوحدة العرب درع المجد يحميه.
واندمجت المجتمعات العربية بغيرها من مجتمعات البلاد التي تم فتحها،
مع كثرة ترجمة الكتب لمختلف العلوم من كافة اللغات الى العربية والعكس كذلك،
كل هذا جرى عكس ماقام به المستعمر للبلاد العربية، بداية من الاستعمارالعثماني الى الاوربي،
الذي حاول طمس اللغة العربية وآدابها،
وجعلها غريبة عند ابنائها مع اهمال التعليم الا فيما يخص لغة المستعمر الذي حاول نشرها في بلاد العرب حتى وصل الامر الى جعل الاذان باللغة التركية مع الاحتلال العثماني،
وفي بعض من الدول العربية التي استقلت عن المستعمر كانت هناك جهود جبارة في اعادة اللغة الى ابنائها بعد قيام المستعمر بمحاولة نحرها وانهاءها،
وفي زماننا الحالي ومع اللهجات المختلفة في كافة الدول العربية،
دخلت اليها الكثير من الكلمات غير العربية مثل: التركية والانجليزية والفرنسية والايطالية وغيرها،
وزاد الطين بلة وسائل الاعلام في عدد من الدول العربية،
قامت باستبدال الفصحى بالعامية كذلك ضعف مواد اللغة العربية في المدارس والمعاهد والجامعات،
ماعدا الاقسام المتخصصة في دراسة اللغة العربية وادابها،
بل ان بعض طلاب الجامعات في كليتي الاداب والتربية،
فضلوا دراسة اللغة الانجليزية على دراسة اللغة العربية مدعين بانها اللغة الاصعب،
بل وصل الامر الى ضعف المناهج في المدارس للغة العربية من نحو وصرف واملاء وخط وادب ونصوص والنقد والبلاغة، مع ضعف الكادر التدريسي للغة العربية،
كل هذا جعل لغتنا العربية مهملة رغم اهميتها لمعرفة تعاليم الاسلام، واصبحت ضعيفة عند الكثير من ابنائها،
رغم انها تعتبر اهم تراث لنا،
واصبح يعبث بها العابثون مدعين بان الفصحى لايفهمها العامة،
حتى وصل الامر الى تقديم برامج دينية في وسائل الاعلام خاصة المرئية باللهجات العامية،
ومع الاعلام الجديد المتمثل في الشبكة العنكبوتية ازداد نحر لغتنا الجميلة،
واصبح الكثير يكتب بالعامية التي تتكاثر فيها الكلمات غير العربية،
والادهى من ذلك كله قيام البعض بكتابة بعض الكلمات العربية بشكل خاطئ في الاملاء مثال ذلك: لكن يكتبها البعض لاكن، وذلك يكتبها البعض ذالك، وملاحظات يكتبها البعض ملاحضات والصوت يكتبه البعض الصوط، وتعويض يكتبه البعض تعويظ، وماخفي كان اعظم!
طغت العامية على الفصحى بشكل كبير حتى من خريجي الجامعات حتى اصبح العديد منهم اميون بلغة الضاد،
واختتم بماقاله شاعر النيل حافظ ابراهيم عن لغتنا الجميلة،
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني
ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني
أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً
وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي.
واخيراً: ارجو المعذرة في حال وجود اخطاء املائية او لغوية في مقالي هذا وبالله التوفيق.