الروائي الفرنسي سيلفان برودوم : ” محوت وجودي تماما في الرواية، وتركت الماحي يتحدث”

MOSTAFA CHAAB26 مايو 2022131 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
الروائي الفرنسي سيلفان برودوم : ” محوت وجودي تماما في الرواية، وتركت الماحي يتحدث”

 

اخبار الشعب/أجرى الحوار : إحسان ب:

هو كاتب فرنسي من مواليد عام 1979 في لا سين سور مير.. سيلفان برودوم مؤلف روايات ومنجز روبورتاجات تدور في اغلبها حول أفريقيا المعاصرة، حيث عاش وعمل. أمضى طفولته في بلدان أفريقية مختلفة (الكاميرون، بوروندي، النيجر، موريشيوس) قبل عودته لدراسة الآداب في باريس ، ثم ترأس من 2010 إلى 2012 “الاتحاد الفرنسي السنغالي” في زيغينشور في السنغال الذي يجمع الآداب الحديثة. سافر إلى البينين لجمع القصص والحكايات التي نشلاها في عام 2003، وهو كاتب “صباحات هيركول”، 2007))، وهو مونولوغ رومانسي حول موضوع الرجل النائم والرحلة التي لا تتحرك. وقد تعاون مع مجلة “جاست” وصحيفة “لوتيغر” ، والتي كتب عنها بشكل خاص روبورتاجين متسلسلين “آفريكن كوين”(2010) ، عن صالونات تصفيف الشعر في منطقة شاتودو، في باريس و”الحياة في الشجر”، وهو حول السكان المعزولين في الغابات. كما قام بترجمة مقال “تحرير الذهن” للكاتب الكيني “نغوغي وَا تيونغ أو” عام 2011.

حصل سيلفان برودوم على جائزة لويس غيلو لعام 2012 عن روايته “هنا، قال باهي”، التي تحكي قصة مزارع جزائري عشية الاستقلال. اختيرت روايته “الكبار” لتعبر عن “الوحي الفرنسي لعام 2014” من قبل محرري مجلة “لير”. في سنة 2016، نشر روايته “ليجوند”، وكانت ضمن التصفيات النهائية للجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية، حصلت هذه الرواية أيضًا على جائزة فرانسوا بييدو”، من المجتمع المدني لمؤلفي الوسائط وجائزة “الاستيحاء” من جمعية أهل الآداب. سيلفان برودوم فائز بجائزة فيمينا لعام 2019 وجائزة قراء لاندرنو عن روايته “عبر الطرق”.
لقد طور منذ عام 2014 أشكالًا مختلفة من القراءة الموسيقية مع زملائه المسافرين، مثل عازف العود الجزائري فيصل صالحي وعازف التشيلو ماييفا لو بيري والمصور ليونيل رو وموسيقيي سوبر ماما دجومبو مالان ماني ودجون موتا. أنشأ في عام 2016 ، ثنائيا مع مصمم الرقصات رافائيل ديلوناي ، كجزء من مهرجان كونكوردان. يعيش سيلفان برودوم في آرل. تُرجمت كتبه إلى عدة لغات. منذ عام 2015، ويساهم كل شهر في عمود “الكتاب المقدس” في صحيفة “ليبيراسيون” اليومية.

 

ـ السؤال : فازت “هنا، قال باهي” على واحدة من ارقى الجزائز الادبية في فرنسا، وهي كما اشارت وسائل اعلام عن رجل جزائري خدم في مزرعة جدك ايام الاستعمار، يروي الاحداث كما عايشها، هل بالامكان ان نحصل على تفاصيل أكثر عنها؟

ـ ـ سيلفان بودوم: لقد كتبت روايتي تلك انطلاقا من قصة حقيقية، وقعت ايام حرب التحرير، تتعلق برجل جزائري يتجاوز حاليا السبعين من العمر، لقد قدمت الى الجزائر من قبل، والتقيت هذا الرجل، لقد كان عاملا في المزرعة التي كان جدي يديرها، ان عائلتي كانت معمرة، وابي من الاقدام السود، وكانت المزرعة تمتد على مساحة 500 هكتار، لقد كنا من كبار المعمرين (يضحك).. ولكني وجدت ان هذا الرجل كان صديقا حميما لجدي، حتى انه كاد ان يصبح ابنه المتبنى، ولهذا اتيت لرؤيته، هذا الرجل هو بطل روايتي، وقد عرف كل اسرار المزرعة قبل الاستقلال، كان مقربا من جدي ومن العمل في آن واحد، ومع اندلاع الثورة ارت هذه المزرعة متجمعا لرجال جبهة التحرير الوطني، لقد كان والدي واحدا من رجال وقادة الآفلان في كل منطقته، الواقعة في عين تيموشنت، غير ان جدي لم يعلم قط بهذا الدور الذي لعبه ابنه.. لقد كان كل عماله من جبهة التحرير الوطني، وكانوا يرتبون اجتماعات لرجال الجبهة في اماكن ما من المزرعة، ومع ذلك فان جدي لم يستطع ملاحظة او معرفة ذلك.

ـ مع أنها قصة حقيقية الا انها غريبة قليلا..

ـ ـ انها قصة غريبة، والاغرب انه كان من الواجب ان يموت جدي، لان حضوره كان يشكل خطرا، وقد نجا من الموت بأعجوبة عدة مرات، لان عماله قاموا بحمايته، تارة من خلال رفض تنفيذ الاوامر، وتارة بطرق اخرى، الى درجة ان احد العمال تم تكليفه بقتل جدي، لكنه كان يحبه كثيرا، فلم يرغب في قتله، فعمد الى الهرب حتى لا ينفذ الاوامر، وبعد يومين وجد مقتولا، بعد ان خرج من منطقته.

ـ ما الذي كان يهمك أكثر، من كتابة رواية لها علاقة وطيدة بتاريخ أسرتك؟

ـ ـ ان ما يهمني في كل ذلك كفرنسي هو نظرة جزائري، خاصة من تلك الفترة الحرجة والتي كانت حاسمة في كل ما عاشه جدي، تجاه ما حدث في مزرعة كولونيالية، والبلد بشكل عام، لقد كان عاملا نشطا جدا في حياته العملية كما في حياته النضالية، كان يتمتع بقدر من معرفة القراءة والكتابة، وهو الذي كان يقرأ المنشورات على كل المجاهدين الاخرين الذين كانوا يفتقرون الى الإلمام بمبادئ القراءة.. نعم، انه الباهي، هو من كان يفعل ذلك. انه شخص موجود فعلا ولكن “الباهي” ليس اسمه الحقيقي، بل هو الاسم الروائي الذي اطلقته عليه، لقد استقبلني بالكثير من المودة، وروى لي كا ما حدث في تلك الفترة، واليوم هو عامل في محجرة تارقا في وهران، حيث يشتري الرمل ، ويعيد بيعه لمنشآت البناء، وهو يعيش على هذا المنوال: يشتري الرمل في الصباح، ويذهب لبيعه هن وهناك رغم عمره الذي قارب الثمانين. انه رجل لا يكل ولا يركن الى التعب، انه رجل شجاع جدا.

ـ هل قصدت ان تترك الرواية تاخذ منحاها، في سرد الاحداث من منظور “الآخر” دون تدخل منك؟

ـ ـ نعم، فأغلب مجريات الرواية تجري عبر شاحنة الباهي، من خلالها يحكي كل محطات حياته، حتى تفاصيل حياته العاطفية مع زوجتيه، واطفاله، وعمله.. اننا في الجزائر اليوم، ومن خلال الباهي ننظر الى كل ما حدث بعيون جزائرية، فما يروى في فرنسا يروى بعيون فرنسية دوما، عبر ابراز الامور من خلال عيون المعمرين، او من خلال روايات الجنود الفرنسيين، ومن النادر جدا ان نرى عملا بعيون جزائرية، وهذا ما كان يهمني جدا ان اقوم به. انها رواية بصوتين، لكن الحصة الاكبر هي للصوت الجزائري، بصوت الباهي، لانه هو الراوي، هو من يخبرنا بكل ما حدث، لقد محوت وجودي تماما في الرواية، وتركت الماحي يتحدث كما يريد.

ـ لديك روايات واعمال صحفية متسلسلة، معظمها عن إفريقيا، حيث عشت وعملت.. ما الذي اجتذبك الى الحديث عن القارة المنسية؟

ـ ـ لي خمس روايات حول إفريقيا، مع موسيقيين معروفين في إفريقيا الوسطى، ولكنهم صاروا الان منسيين، لقد امضيت معهم سهرة في غينيا بيساو، ولكن الرواية حول الجزائر هي ما كان الاهم. هناك إفريقيا المتعددة والمتنوعة، والغنية جدا بشبيبتها الحيوية والتواقة الى الحياة، انهم لا يخشون خوض غمار الحياة المعقدة في بلدانهم او في أروبا من اجل تغيير واقعهم. لقد كنت في السينغال قبل سنوات ورايت مدى حيوية الشباب هناك وديناميكيتهم، واستعدادهم للحياة، لقد احببت ذلك، عكس ما هو عليه الامر في أروبا، ان أروبا أكثر شيخوخة، هناك اموال وثراء أكثر لكن النفسية اقل حيوية كما هو الامر في البلدان الشابة، الشبيبة دوما قوية ومتفائلة..

عن الفجر الأدبي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق