الشاعرة المغربية ريحانة بشير : قصائد مصقولة من الماء والبراءة

MOSTAFA CHAAB26 أبريل 2022313 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
الشاعرة المغربية ريحانة بشير : قصائد مصقولة من الماء والبراءة

 

اخبار الشعب/أجرى الحوار: عبدالله الساورة:

 

هي لم تعد شاعرة مشبعة بالرقة في مختلف قصائدها، لقد نالت البراءة منها.. تلك هي الشاعرة المغربية ريحانة  بشير في امتداها الوجودي وغرقها  في بحور الشعر. هي تثق في الماء وتعتبره بوابة  للعبور إلى المعنى… في هذا الحوار  تستحضر الشاعرة تجربتها الابداعية  المصقولة  بالماء والبراءة  في  دواوين ” لا يعنيني هذا العالم  و” قبل الإبحار” و” حين يتكلم الماء”…

 

1 / اشتغلت  في دواوينك الأولى حول تيمة الماء… لم هذا الحضور؟

أبدأ بمقطع شعري لمحمود درويش” ثقوا بالماء يا سكان أغنيتي”.

الماء بوابة العبور إلى المعنى الذي أبحث عنه عبر اللغة في تموجاتها، التواءاتها، ذاك الملتبس والمتلبس،

يتماهى القول فيه جداولا، بحرا ، قطرا، تمتلئ الروح جمالا  لتحيا من جديد. ما الماء في  الشريعة؟

ولقد ذكر 63 مرة في القران الكريم نقاء وحياة، وفي جميع الديانات  تحقيقا  لاعتباره  المهيب، من هنا يبدأ البحث عن تلك السحابة الملتوية في حضن السماء لأجعل لها رؤوسا تتأمل وتأول، وتصنع المعنى الواحد من خلال الثغرات، الماء مقدس وطقس من طقوس الكتابة تعلو به مقامات اللغة  فأكسر الألم بفيضه، برذاذه، ببرده  وثلجه ، القصيدة ماء حين أغتسل بها أعمدها، كوني الفسيح، وحدتي المقدسة، العلاقة بين الماء والقصيدة تجليات بلا أول ولا آخر، انصهار لا أقدر على تعيينه أوالاشارة اليه.

 

2 / الاشتغال بالمثون الشعرية والشعر لمدة طويلة  ألا يصبح نوعا من النمطية… كيف تكسرين هذه الإيقاعات النمطية؟

 

الاختلاف  هدية الموت بين البحث عن أبنية تعتبر اللغة التي تستجيت للاختلاف المتعدد الذي لا يفتش عن المعنى الحق هي الوسيلة  الوحيدة لكسر ذاك الأيقاع النمطي، لغز تجديد الرؤيا بمهارة اللعب ببن الثابت والمتحور، لغة الباطن المشفرة بروحانياتها/ العقل ليس قلعة منيعة كما اللغة كذلك، أقتحم بجرأة الاستغراب  والأشكال، يبقى الأصل مراة ويبقى التجديد الصورة أتحيز أليها  وتحكم تصوري.

 

3/ ما هي الثيمات التي عالجتها من خلال أعمالك الشعرية في إطار هامش الحرية الممنوح؟

التيمات تتطور مع الزمن ومع نضج التجربة الشعرية،الفكرة الجوهرية للقصيدة قد تكون مقصودة وقد تكون قابعة في اللاوعي ،الحرية لدى الشاعر نسبية، ما يشكل تيمة القصائد ليس مبعثها الحرية في الكتابة ولكن سفر الذات الشاعرة في تقاطعاتها مع المفهوم، الى أين سيصل السياق، لا يمكن بحجة الحرية أن نلغي الذات، حريتي بلا رتوش ولا تصنع،النص الشعري هو حر بذاته.

 

4/ تعيش الحالة الشعرية في المغرب وخارجه حالة من التسيب بادعاء أن الكل أصبح شاعرا… كيف تنظرين لهذه الظاهرة؟

 

علاقة الكلام بالكتابة هل يشكل قصيدة؟

النغمة في الموسيقى حين تتكرر تسمى لازمة، لكن ثبات اللحن التجسيد الملموس للسمع، للتفصيل التصويري لمدى  تصاعد الأحساس وصياغته فكرة، جمالية الحلول والتشبع بالقرب في مقام الشعر، من وصل لم يصل، ومن تعثر لم يسقط ، للشعر مريدوه لا غبار عليهم، سكينة تجترح ألما، الظلمة التي تبصر، أن كانوا بعدد التخييل هيت لهم، لكن الماء سفر الناموس من أول رشفة يظهر المرجفون.

 

5/ ما هو  الممتد في تجربتك الإبداعية ولماذا الإصرار على طريق الشعر؟

لا أصر، الطريق دوما في انتظار الخطوة، أعبر في الكلمات بقدمين من ماء، لا نصر على الماء حين الارتواء ولكن حين العطش، هو المنفى أرض الينبوس بين الجنة والنار، لا فراق في اللقى، ولن أمل حتى يمل، من هنا تنضج الحواس وتمتد لتكتب المستحيل والألم، الموت والحب بتلونات الأعماق الكيانية، الأن معضدة بوعي روحاني  استحقاقا لا ستناف الشعر، ألامس روحي حدودها القصوى  كي تمنح للصوري الشعرية الكثافة والرقة  لأتولد في امتدادي شاعرة تراهن على البقاء في حوزة القصيدة المعنى في بنائها العام / لم أعد شاعرة مشبعة بالرقة في مختلف القصائد ،لقد نلت البراءة مني ، أصبحت أتولد من الانفصال عن ذاتي كمدار لأتشكل  في ماء أخركثير التأمل ، يتهجى القدر وشعاب الحياة ، المصير الغامض رسمي السري/ لا مناص من التجدد لأنتاج المعنى كحياة شعرية أخرى، كيف أمتد ابداعيا كموضوعة واحدة والعالم لا أعنيه ولا يعنيني، تجربتي لا تساكن في محرابها، ما يظهر يختفي ليستمر البحث عن القصيدة الأم/ هو الممتد في تجربتي الاقتراب من  الملمح الشعري، كيمياء الوجود.

تحياتي لطاقم الجريدة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق