الكاتبة المغربية سعيدة لقراري ل” أخبار الشعب” : الكتابة بطعم القلق

MOSTAFA CHAAB15 أبريل 2022209 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
 الكاتبة المغربية سعيدة لقراري ل” أخبار الشعب” : الكتابة بطعم القلق

اخبار الشعب /أجرى الحوار: عبدالله الساورة :

 

          بين  المجاميع القصصية “وداعا أحلام الغد ” و” عراة خلف الستار” و ” جيوب الخوف ”  للقاصة المغربية سعيدة لقراري هناك فرق وامتداد. فرق في الكتابة وفي زمن تمددها على  ايقاعات  أن  تصير تضاريس وكائنات بخريطة عالم بلا جواز سفر  وبحيوات ينسج تفاصيلها الدقيقة القلق  الذي لا يهدأ ولا يستكين.. نص الحوار…

 

س/ في اي سياق تأتي المجموعة  القصصية جيوب الخوف؟

بدأ مخاض  ولادة مجموعتي القصصية الثالثة، الموسومة بــ” جيوب الخوف ” بداية سنة 2020، وبالضبط أيام اندلاع أولى شرارات الحرب ضد فيروس” كورونا”، مما أيقظ بي ألوانا وأحجاما من المخاوف، قرأتها وتأملتها وغصت في أدغالها بلسان الأزمنة الثلاثة، وبصوت مَن وما حولي.

إذ أني بدأت رصد هزاتها على سلم الكتابة بشكل شبه منتظم، لألتقط بعدسة الاستغراق في تداعياتها تفاصيل تُرى، وأخرى لا تكاد تُرى أو لا ترى، وهي تخضعُني في ذلك لصدى الذاكرة ورياح التخييل، فأبديت الاستجابة دون مكابرة، وأدخلت يدي الاثنتين في جيوب دفء يحيل إلى الحياة، وصقيع إلى ألوان من الموت يقود..

س/ يحيل العنوان إلى صيغة الجمع جيوب فكيف يمكن للخوف أن تكون  له جيوب؟ ما هي الاستعارات التي تستحضرينها في هذا السياق؟

للخوف جيوب تتفاوت في الضيق والاتساع، في الضوء والعتمة، وفي الوضوح والغموض أيضا..

الكثير منا يتكئ على الخوف جيبا يمدنا بدفء السلام، ويدفع بنا إلى اتخاذ مسافة الأمان من نار نهاب احتراقها ونحن نقول: ” لا ناقة لنا ولا جمل في لهيبها، وليبْغا يربح لْعامْ طْويلْ…” ..

الجيب يوحي بالدفء والأمان، لكنه ليس دائما كذلك، قد نخبئ فيه أو نأتمنه على مفتاح البيت مثلا، لنكتشف بعد فوات الأوان أن به ثقوب أسقطت المفتاح وألقت بنا في العراء ..

وقس على ذلك ثقوبا ومزالق لجيوب خوف تظهر عكس ما تضمر.

وفي هذا السياق أدرج مقطعا من مجموعتي ” جيوب الخوف ” وأقتطفه من نص موسوم بــ” خوف ثقيل” :

أخاف أن أزين أماكن، للقبحِ تَجْلُبْ..

أخاف أن ألهي الصمت بالكلام، فلا أجد بينهما غصنا عليه أحط

أخاف أن أسقي الحلم بمياه مالحة

أخاف أن أطعم أفواها، خلف ظهري، قَبْريَ تحفُر

أخاف من ادعاء البحر عدم إتقان فن العوم

أخاف من غضب يحرق ولا يحترق

أخاف من دخان يدعي أن الماء مهدُه، وأن النار إليها حتف ولحد يتجه..

أخاف من عصفور حر، إلى امتطاء أبجديات التحليق يدعوني

أخاف من أقفاص تدعي عشق الحرية

أخاف من حرية، تطرق القلوب بيد، وتقطف الرؤوس بيد ..

أخاف من دموع تستعير عيون التماسيح

أخاف من ناي يجحد فضل الغاب عليه

أخاف من ذاكرة، بمعطف النسيان تحتمي

أخاف من حب يتبجح بجمع النقود القديمة، والإطاحة بالقلوب

أخاف من تاريخ يجتر ضعيف النظر

أخاف من خوف، من نفسه لا يخاف

.

.س/ ما جوانب  التشابه والتشابه بين الأعمال القصصية السابقة  والمجموعة الجديدة ” جيوب الخوف” ؟

بين مجموعتي الجديدة ” جيوب الخوف ” ومجموعتي السابقتين “وداعا أحلام الغد ” و” عراة خلف الستار” فرق وامتداد.

يتمثل الفرق في كون مجموعتي السابقتين، أشرت فيهما إلى صور الخوف من مكان بعيد، لم أقتحم من خلاله قلعة جيوبه ولم أطأ أشواكه..

أما نقطة الامتداد بينهما وبين ” جيوب الخوف” فتكمن في خوضي في تيمة الخوف عن غير قصد في جل النصوص الواردة بـ” وداعا أحلام الغد” و ” عراة خلف الستار”

 

س/ ماذا تعني  لك القصة القصيرة ؟

 

أدخل جلباب القصة وألغيني من زمن تشير إليه الساعة الحائطية، أصير تضاريس وكائنات بخريطة عالم لا يطالبني بجواز سفر، بل يطالبني بجواز حيوات ينسج تفاصيلها الدقيقة قلق بي لا يهدأ ولا يستكين..

هكذا أجدني في القصة القصيرة، ولدي الكثير ما أتعلمه منها وبها .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق