أخبار الشعب/حليمة انفينيف اللوزي:
كما يعرف الجميع وفي الفترة الممتدة مابين فبراير ويوليوز تعمل الحكومة الإسبانية على جلب اليد العاملة النسوية من المغرب بعقود مؤقتة لجني محصول الفراولة بإسبانيا،ومنظورنا الشعبي فأغلبنا نعتقد أن هؤلاء النسوة ذهبن للعمل مقابل راتب شهري مرتفع،هذا إن لم نسيء الظن ونعتقد أنهن ذهبن لممارسة مهن تحط من سمعة المغربيات،مع العلم أنه قبل الخوض في هاته التكهنات هو طرح أسئلة ،المجيب الوحيد عنها هن عاملات الفراولة أنفسهن ،ومن بين هاته الأسئلة:هل هؤلاء النسوة توفر لهم شركات الإستقطاب المؤونة ؟أم أنهن يجب عليهن تأمينها لأنفسهن؟وفي هاته الحالة ماهي نوع الأطعمة التي يتناولنها بإسبانيا؟؟-بحكم الإختلاف الديني والإجتماعي هناك-وكيف يتدبرنا معيشتهن هناك في حالة عدم وجود ظروف مماثلة بإسبانيا؟؟
وبما أن لدي إضطلاع عميق على هاته الفئة النسوية المهاجرة،فسأجيب على الأسئلة السابقة بكل صدق وواقعية:
إن عاملات الفراولة بإسبانيا لا يوفر لهن رب العمل المؤونة،يعني أنهن يجدن أنفسهن ملزمات بتحمل تكاليف عيشهن مما يوضح أن بلد الإستقبال له حصة من عرق جبينهن قبلهن،ولكن بما أن المرأة المغربية هي رمز الذكاء فهي تتحمل عناء السفر مثقلة بمؤونة من إنتاج مغربي وتحمل في طياتها الإنتماء الفخري والهوية المغربية،وذلك بجمع أغذية مدة صلاحيتها طويلة الأمد من فول ودقيق الشعير ولحم مقدد وتوابل مغربية يتم إستهلاكها هناك،وبما أن المرأة المغربية عموما ونساء الفراولة خصوصا نساء يتخطين كل الصعاب،فقد قمن ببناء فرن تقليدي مغربي لطهي الخبز بطريقة مغربية بالضفة الأخرى حيث كان نتاج إنجاز هذه الفكرة هو خبز مغربي بما تحمله الكلمة من معنى بضيعات الفراولة الإسبانية التي نختلف عنها جغرافيا وإقتصاديا وثقافيا زد على ذلك أطباق الكسكس وجلسات النسوة فيما بينهن يتوسطهن إبريق الشاي وصحن الفواكه الجافة المغربية.
إن العدل الإجتماعي لا يعني فئة إجتماعية دون أخرى،ولهذا فإن هاته الفئة النسوية التي عبرت البحار بغية الحصول على لقمة العيش لا يجب نسيانها،بحيث يجب على المسؤولين الإستفسار عن أحوالهن وتقديم المساعدة لهن،فهن مغربيات يحبن وطنهن ويتقن شوقا من أجل العودة إلى أحضانه الغالية على قلوبهن بكل فخر وإعتزاز