اخبار الشعب /فؤاد زويريق:
لا يمكن أن نتكلم عن مسلسل ”لمكتوب” دون أن نتكلم عن الفنانة دنيا بوطازوت، نعم في مواسم درامية سابقة تحدثنا عن استهلاكها كوجه فني في العديد من الأعمال والاشهارات في نفس الوقت، وهذا ليس في صالح الممثل بطبيعة الحال، لكن تبقى دنيا بوطازوت قيمة إبداعية وازنة تحقق إضافة مهمة لكل عمل تشارك فيه، وخصوصا إذا كان هذا العمل يمنحها فرصة الإبحار داخل شخصية جديدة غير نمطية، ويجعل لها مساحة كافية لإطلاق موهبتها بكل أريحية.
دنيا بوطازوت تتألقت هذا الموسم كعادتها في مسلسل ”لمكتوب” الذي يعتبر إلى حد الآن أفضل عمل درامي مغربي في هذا الموسم، أنا شخصيا أستمتع بكل مشهد تُطل علينا من خلاله، تشخيص قوي ومتزن ومتناسق مع الحدث واللحظة، احترافية في الأداء ، وبراعة في التلاعب بالتعابير الداخلية والخارجية، ربما قد يختلف معي كثيرون أو البعض إذا قلت بأن دنيا بوطازوت الى حد اللحظة هي دينامو المسلسل، وهذا حقهم بطبيعة الحال، لكن هذا رأيي وحقي أيضا، فهكذا أراها في العمل، ولا أراه بدونها، فهي تؤدي دور شخصية محورية رئيسية، هي بالأساس مركّبة وصعبة التناول رغم عدم معالجتها دراميا بما يكفي في المسلسل، فما أصابها من نقص وعيوب في السيناريو عالجته دنيا بوطازوت بتشخيصها، وليس كل ممثلة قادرة على منح هذه الشخصية كل هذه الحيوية وهذه الروح، فلنتخيل معاً هذا المسلسل دون دنيا بوطازوت… ماذا ستكون النتيجة إذاً؟؟
صحيح أن هناك الكثير من الممثلين يؤدون أدوارهم بشكل مقنع ورائع، بل بعضهم له حضور قوي ومؤثر في هذا العمل، ومنهم بطبيعة الحال هند بنجبارة، التي حالفها الحظ بمواجهة دنيا بوطازوت، هذه الأخيرة التي أطّرت بشكل غير مباشر موهبتها وأخرجت منها كل هذه الطاقة التي نلمسها في مشاهدهما معاً، ورغم ذلك يبقى مستوى تشخيص هند بنجبارة متعرجا تجده ممتازا في بعض المشاهد، وغير مقنع في مشاهد أخرى، بينما نجد دنيا بوطازوت حاضرة بقوة في كل مشاهدها تقريبا، وبايقاع سريع جدا يُصعِّب المهمة على من يقف أمامها، أنا هنا لا أقارن ولا أحب أن أقارن بين الممثلين، أحاول فقط التحليل ومشاركة رأيي ب”صوت مسموع” ، في أول حلقتين من المسلسل ظهر لي بأن دنيا بوطازوت لم تتخلص بعد من شخصية الشعيبية، لكن بعد تلاحق الحلقات أدركت بأن حكمي هذا جانب الصواب، بل بالعكس هي تناولت شخصية الشيخة من منظور آخر، وبأداء مختلف تماما عما أدته من قبل في باقي أعمالها، أتمنى أن يبقى الأداء بهذه القوة وهذه الدهشة الى آخر حلقة، رغم أني أعرف جيدا بأنه لن يتغير هذا إن لم يزدد قوة وتميزا.