اخبار الشعب/بقلم الكاتبة نزهة الإدريسي / المغرب:
يقال أن عميد الأدب العربي طه حسين لم يكن يصدق أن شعراء الزجل يرتجلون ما يقولون..
وفي إحدى زياراته لبيروت , دعاه صديق له لحضور حفلة زجل ل “فرقة شحرور الوادي” . ولما دخل القاعة وكانت الحفلة حامية الوطيس , رحب أحد الحاضرين من الجمهور بعميد الأدب العربي الكفيف قائلاً :
أهلا وسهلا ب طه حسين..
هنا أرتجل “الشحرور” بيت شعر على الفور :
أهلا وسهلا بطه حسين
ربــي أعطـانـي عينـيـن
العين الوحـدة بتكفينـي
خد لك عين وخلي عين
كان “طه حسين” يبتسم لتلقائية هذه الردة وظرافتها بينما كان الحضور هائجاً ومائجاً..
وإذا بالشاعر “علي الحاج” يرتجل :
أهلا وسهلا بطه حسين
بيلزم لك عينيـن أتنيـن
تكـرّم شحـرور الـوادي
منـك عيـن ومنـي عيـن
هنا كبرت البسمة على شفتي طه حسين
بينما أصوات الجمهور تتعالى وتكاد تهد القاعة
واذا ب “أنيس روحانا” يفاجئ الجميع بإرتجاله هذه الأبيات :
لا تقبـل يـا طـه حسيـن
من كل واحد تاخذ عين
بقدم لـك جـوز عيونـي
هدية لا قرضة ولا دين
ضحك طه حسين وضجت القاعة أكثر ولكن بخوف إذ لم يبقى للشاعر الرابع ليقول :
لكن “طانيوس عبده” الشاعر الرابع في جوقة الشحرور , فاجئ طه حسين والجمهور بقوله :
ما بيلزمله طه حسيـن
عين ولا أكثر من عين
الله أختصّه بعين العقل
بيقشع فيهـا عالميليـن
الله يعيد ليالي الفرح والمحبة والخير والطمأنينة وراحة البال والأمن والأمان في كل الأوطان..