أخبار الشعب .. محمد شيوي
سبق ونشرنا بموقع أخبار الشعب معاناة ساكنة حي تاشفين مع الباعة المتجولين، وتطاولهم على الملك العمومي بعرباتهم المجرورة وأفرشتهم العشوائية، مما يعرقل سير الجولان، إضافة إلى الضوضاء و الضجيج، وفعلا تجاوبت السلطات المحلية مع المقال المنشور، إذ حضرت ثم حجزت ما يجب حجزه وأعطت إنذارات شفوية للباعة، ولكن اليوم نقف وقفة حق مع هؤلاء الباعة المتجولين بسوق تاشفين الموجود بحي أزلي الجنوبي، ونستحضر معاناتهم الاجتماعية والإنسانية، هؤلاء لم ينصفوا بعد، منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن، حيث إن السلطات قدمت لهم وعودا كثيرة بتوفير سوق نموذجي، وبالرغم من كونهم يحصون ويدفعون ما يجب دفعه من وثائق وربما حتى المساهمة المادية ، إلا أن مطامحهم لم تر النور بعد، ولم تخضع لحد الان لأي تطبيق، إذ وللأسف الشديد تم إقصاؤهم من الاستفادة من محلات السوق النموذجي المنشأ بأبواب مراكش، ولم تف السلطات المعنية بوعودها التي عقد عليه الباعة آمالهم.
إن استغلال هؤلاء الباعة المتجولين لفضاء حي تاشفين من أجل ممارسة تجارتهم رهين بطبيعة أوضاعهم الاجتماعية، وبضرورة توفير لقمة العيش ومستلزماته، إذ معظمهم يعيل أسرا تتكون من خمسة أفراد على الأقل، ولا يخفى ما لضرورة استمرارية العمل والدخل من أهمية قصوى في حياة الفرد في الوقت الراهن. لذلك فهؤلاء الباعة يناشدون السلطات المعنية، ويطالبون بإنشاء وتوفير سوق نموذجي يتوفر على المواصفات التي من شأنها أن تيسر عملية ممارسة التجارة في ظروف ملائمة، سيما وأن حي أزلي الجنوبي يتوفر على فضاءات شاغرة يمكن استغلالها في إنشاء السوق النموذجي المرغوب فيه، كالمساحة الأرضية المجاورة للحديقة العمومية المنشأةحديثا برياض المنارة، أو كالوعاء العقاري الشاغر بالقرب من دوار لحرش.
إن هؤلاء الباعة يرون في تحقيق مطلبهم المذكور حلا لتجاوز ما يعترضهم من صعوبات ومعيقات بسوق تاشفين، إذ أن المعاناة بهذا السوق باتت مشتركة بين كل من الباعة المتجولين والسكان وكذا المارة العابرين، ويمكن تعداد هذه المشاكل على سبيل الذكر لا الحصر في الضجيج الذي تحدثه أصوات الباعة، وكذا الاكتضاض والزحام الذي تعرفه أزقة السوق مما يحدث عرقلة للسير بالفضاء، إضافة الى ما تعانيه الساكنة المجاورة للسوق من روائح كريهة.
إن إنشاء السوق النموذجي المذكور كفيل بحماية الساكنة من كل ما من شأنه ان تسببه مثل هذه الأسواق العشوائية، كما أنه كفيل بحماية الباعة المتجولين، وتوفير ظروف العمل الكريم لهم، مما يعود بالنغع العميم على المواطن والوطن على السواء.
