تلاوة القرآن .. سمو و عرفان

MOSTAFA CHAAB28 أبريل 2022131 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
تلاوة القرآن .. سمو و عرفان

 

اخبار الشعب /

درج المغاربة على جعل حفظ القرآن و بناء المساجد سلما للمجد منذ أن من الله على ارضهم الطيبة بالإسلام، لذلك لا يمكن ان تمر مناسبة دينية إلا و تسابق عشاق النفحات الربانية للتباري و التنافس في حفظ القرآن و ترتيله و تجويده مع رفع الآذان . وسيرا على هذه السنة التي سنها الاسلاف نظمت جريدة ميد مار ميديا بشراكة مع المكتب الجهوي للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بجهة سوس ماسة ، و بتنسيق مع جماعة أكادير مسابقة في الآذان و تجويد القرآن تحت شعار ” اقرأ و ارتق ” و تأتي هذه المبادرة ضمن الفعاليات الثقافية و الدينية لشهر رمضان الكريم ، وقد شارك فيها ازيد من ستين متباريا تتراوح اعمارهم من ست سنوات إلى عشرين سنة من مستويات دراسية متفاوتة ، و من مشارب ثقافية و شعب علمية متعددة شغفوا بحب القرآن و اجتهدوا في حفظه و تجويده و كيف لا وقد استقر بقلوبهم حب القرآن و مساجد الرحمان و سعوا بهما لاعتلاء اسمى مراتب المجد على نهج اسلافهم الصالحين ، فهذه فاطمة الفهرية التي عرفت بعلمها الغزير و سعة أفقها أبت إلا أن تشيد للعلم و القرآن مسجدا يذكر فيه اسم الله و تدرس فيه شريعته فكان مسجد القرويين الذي أصبح منارة علمية معرفية تنير ربوع العالم الاسلامي ، وقد نذرت أن تصوم طيلة مدة بناءه ، فكان لها ذلك حتى اول يوم من أيام رمضان حيث انتهى البناء و صلت به ركعتي شكر لله الذي اتم عليها تلك النعمة سنة 245 هجرية . لتضرب فاطمة الفهرية مثالا يحتذى به في الجمع بين العلم و الإيمان و التقى ، و تزرع من خلاله بهذه الارض الطيبة نبتا تقيا و فيا للدعوة المحمدية لسان حالهم يقول ” انهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى ”
وجدير ذكره أن المغرب يضم أكبر عدد من قراء و حفظة القرآن الكريم بالعام الاسلامي قاطبة ، ويرجع ذلك لتجذر حب القرآن و الولع بتجويده و تدارسه في نفوس المغاربة بفضل الزوايا التي كانت أول حاضنة لمحبي القرآن .
ظهرت الزوايا في المغرب بعد القرن الخامس الهجري إبان حكم يعقوب المنصور الموحدي، الذي بنى زاوية في مدينة مراكش، ثم سار على نهجه ملوك المغرب من بعده و هكذا كانت “دار الضيافة” التي بناها المرينيون، و الزاوية العظمى التي أسسها أبو عنان فارس، خارج مدينة فاس، وكانت تسمى في فترة من فترات تاريخ المغرب “دار الكرامة”.
يقول خالد الحاتمي وهو باحث في شأن الزوايا و التصوف “إن الزوايا في المغرب لا تستهدف تدبير الشأن العام، وإن كانت لها أدوار اجتماعية وأخلاقية وتربوية. أن دور الزوايا الأساسي يكون في تربية النفس، وبذلك تتطهر النفس من كل الكبائر والسلوك المشين، وبالتالي الاعتماد الكلي يكون على الأخلاق وهي رأسمال الزوايا”. الأخلاق التي منبعها الأول هو القرآن الكريم ، فالمغاربة لا يهتمون بالقرآن لمجرد الحفظ أو التلاوة ، بل يهدفون كذلك تطهير النفس و الرقي بالأخلاق ، فحامل القرآن تلاوة أو حفظا يحظى بكثير من الاحترام قد يصل لتقبيل اليد حتى لو كان صغيرا في السن . و مازال عدد هذه الزوايا يتكاثر و ينتشر و عدد المريدين يتضاعف وستظل اصوات الصغار و الكبار تغرد بأجمل ما يمكن أن يطرب الروح و يرتقي بها لأعلى درجات السمو .. إنه القرآن الكريم و نداء الصلاة .
نزهة الادريسي
المملكة المغربية

[email protected]

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق