اخبار الشعب / عبدالحق الفكاك
بداية ، دعنا نقلب الأمور رأسا على عقب .. لا كما تراه عيناك من اكوام الحجر والتراب .. ومخلفات الأشغال الجارية ، ولكن لأن هكذا هي الأمور عندنا : ربما تستغرب شيئ ، إلا أنه قد تستفزك اشياء .
المهم ..إن شئت أن تتأكد بنفسك .. فانظر إلى وجوه الناس عندنا وسترى : بأنه “لا مرحبا بك ولا سهلا في مدينتنا ، فلكل هنا شأن يغنيه. . ولا أحدا من الغرباء قد يكشف لك على أسنانه مبتسما إلا ادا كانت له عندك حاجة ..
نعم ، هذه هي الدار التي ينعتونها بالبيضاء – الدارالبيضاء – وهي في حقيقة الأمر تخفي في نفوس أهلها الكثير والكثير من الغمة و السواد ، فالناس هنا فريقان ::فريق يتخبط في محنة وقلة هي في نعمة.
رجاء لا تجادلني في ما تشاهده على شاشة التلفزيون .. قد لا يَصدُقُ التلفاز أحيانا .. ولا تسألني عن وسط المدينة وشوارعها الفارهة ولا عن اقامات الأجانب : كالمعاريف ، الوازيز ، بوركون والبوسيجور .. تلك – عندهم – هي المنطقة الخضراء..
مدينة الدارالبيضاء، المدينة العملاقة، المدينة الميتروبول ، المدينة الذكية و الدارالبيضاء الكبرى .. دعك من كل هذا .. نعم ، يجب أن تتخلص من هذه الأسماء والصفات المسبقة التي تحتفظ بها في داكرتك، واستعد لآخدك كي ترى المدينة من الأعلى؟
رجاء لا تصرف بصرك تجاه تلك العمارات الشاهقة فإنها مباني ارادوا أن تكون علامة مسجلة تعرف بها المدينة ، كما أني لا أريدك أن تنتبه إلى هناك حيث توجد مدينة اخرى تتسع أطرافها إلى ما فوق أسطح العمارات و المنازل حيت تنتشر آلاف الاكواخ والبيوت المغطاة بالقصدير و ألواح الأسمنت المسلح ..
وانظر إلى أولائك الشباب دوي القمصان والسراويل السود وهم في الطريق الساحلية التي تحولت إلى ساحة معركة حيت تعطلت حركة المرور بسبب اشتباك دامي بين فصيلين يشاع انهم من أنصار أشهر أندية المدينة ، واحترس حتى لا تصيبك بعض الحجارة كما حصل لسيارة رجال الأمن .
ولا تكترث للأمر كثيرا فالبيضاويون ألفوا متل هكذا معارك ؟ ؟ إد ألِفَت العديد من التجمعات السكانية الشعبية أن تشهد بين الفينة والاخرى حدوث مواجهات مشابهة ، لا تنتهي إلا بعد تهشيم واجهات عشرات السيارات .. ؟ ؟ وهذه الأخيرة عادة ما تكون الضحية الأولى لأي شجار يقع ، وقد لا تسلم أي سيارة مركونة من غضب شاب هائج يعلن احتجاجه على طريقته الخاصة ؟ ؟
هيا بنا نطير على وجه السرعة ااى دلك الحي البئيس .. حيث تتعالى صيحات امرأة طلبا للنحدة على اثر اشتباك بالايدي يجري للتو بين شاب في مقتبل العمر و رجل قد جاوز الخمسين سنة ..
ربما نكون قد تأخرنا قليلا، فقد أجهز الشاب على والده و ارداه قتيلا مستعملا آلة حادة ، ويبدو أنه أنهى حياة زوجة والده هي الأخرى ، وها انت ترى كيف يتعجب أبناء الحي من فعله وهم الدين عرفوا عنه تعلقه بالمساجد و صدق استقامته ..؟
ارجوك لا تسألني عن السبب في جريمته هته .. الم تسمع إلى قولهم حيث يزعمون أنه شاب متدين يواظب على صلاة الفجر جماعة ؟ ؟ وأنه لا يتناول المخدرات أو يأتي القمار !
ثم إننا معشر البضاويين لم نعد نبحث كتيرا عن الأسباب و المسببات .. لكثرة ما يتم تداوله من أخبار القتل والعنف ضد الأصول ..؟
يتبع ./.