أخبار الشعب /عبدالحق الفكاك :
عليك أيها المراسل المبتدئ ان تركز معي لتعي جيدا ما سنأتي على دكره في هذا الجزء الثالث والأخير ، لأنني ساحدتك هنا عن شيئ جد حساس و دي أهمية قصوى في حياة الأفراد و الجماعات .. و يمس في العمق مسألة أخلاقيات اي مهنة ، وبطبيعة الحال ميدان الصحافة والإعلام ،حيث سؤال المصداقية و الاستقلالية يظل قائما.
لا حاجة لنا أن نفصل في أنواع السلط ، وأهمية فصل بعضها عن البعض في تخليق الحياة العامة ، كما انك تعلم بان عملك يندرج في إطار ممارستك للسلطة الرابعة .. تلك السلطة التي تتجلى قوتها في صناعة وتحريك الرأي العام الوطني والدولي .
لكن دعنا نقف سويا احتراما لسلطة أقوى وأكبر .. سلطة داخلية تعاتب وتؤنب .. بل تحاسب وتعاقب في نفس الوقت .. إنها سلطة الضمير : دلك الشيئ الثمين، الذي لا يباع و لا يشترى .. ، ولا يمكن أن تجده في مكان ما في العالم ،إلا في عقلك وداخل قلبك .
و عجبا لكل مراسل يتجاهل صوت ضميره فتجده قد خضع للاهواء تحركه في غير اتجاه، ليحيا بين زملائه بلا ضمير : .. يؤجر قلمه و يخوض معارك بالوكالة .. يعمل تحت الطلب و يقف بجانب من يدفع أكتر ، لايهمه فلان ولا علان ؟
صدقني ، مراسل كهذا ، تدينه المواثيق و الصحافة منه براء، فقد أساء استخدام حق حرية الرأي والتعبير ، إلا انه وإن استطاع ان يحصل بعض المال ،فهو بلاشك يتعرض لوخزات الضمير من حين لآخر وإن تظاهر أمام الناس بأنه مرتاح وفي غاية السعادة ، فالحقيقة أنه في صراع دائم مع ضميره إلى أن ينتصر عليه .. ولقد صدق من قال بأنه : لا راحة تعادل راحة الضمير .
و لكي تستحضر مسألة الضمير في تحركاتك ، عليك بكل بساطة أن تضع في الحسبان وانت تستخدم سلطتك الاعلامية .. انك ستسأل عن كل صغيرة او كبيرة .. نعم فانت مسؤول عن كل مراسلة تبعث بها ، مهما كانت طبيعتها الإعلامية ” تغطية ، حوار ، مقالة ، تحقيق أو استطلاع .. الخ ” .
كما عليك كمراسل أن لاتغفل تحركات زملائك ، إد قد يكون لهم رأي مخالف لما تقوم به من ممارسة إعلامية ، وربما وضعوك تحت المجهر ، لدلك عليك أن تكون خلوقا ومتسامحا ، قبل أن تكون موضوعيا واكتر مهنية .
ولا بأس وانت تضع برنامجك اليومي أن تعمد إلى المبالغة في تقدير الأخطاء والاخطار ، فانت بهذا تكون قد تجنبت الوقوع في المحضور إلى حد ما .
واعمد قدر استطاعتك إلى أن تكون لك بصمة تميزك عن الآخرين ، حيت تبتعد ما امكنك عن التقليد أو إعادة صياغة ما يكتبه الزملاء ، فليكن لك اسلوبك الخاص في ممارستك الإعلامية .
ولكي تؤمن تدخلاتك الإعلامية و تحمي ظهرك من غذر الحاقدين و الناقمين ، قم باستشارة ادارة الموقع في كل ما تنوي القيام به ، فإنك بذلك ستحملهم المسؤولية القانونية و الأخلاقية ، بالإضافة لاستفادتك مما سيقدمه لك من نصائح و معلومات قيمة .
ولا بأس أن تثقف نفسك من خلال الاستعانة بما يوفره الفضاء الأزرق من دروس حول تقنيات التحرير و التصوير ، بل لا تستغني ابدا عن الإستعانة بالتجارب الناجحة و إن تتعلم منها الشيئ الكتير.
فالمراسل يبقى كجندي باسل يحارب في ساحة الحرية ضد الإشاعات و المغالطات ، يدعم الحقائق و يعرضها أمام الناس خدمة للصالح العام ، لا يغريه تقرب من المسؤولين و لا ينبطح أمام الهدايا مهما خف وزنها وغلا ثمنها.
و لا تنسى ابدا أنك تعمل لفائدة صحيفة لها مسؤول و تحكمها ضوابط ، فعليك أن تكون خير سفير لها ومخلص لأهدافها و العاملين بها ..
ولا تغتر بنفسك مهما كبرت في أعين الناس و لا تميل كل الميل أو تنحاز لجهة ما ، ولا تخضع لسلطة غير سلطة القانون .. وعليك أولا وأخيرا أن تضع نفسك في خدمة حرية التعبير بحيث تساهم في حماية حقوق الإنسان و توسع فضاء الحريات العامة .
وفي الختام دعنا ننهي حديتنا بما بدانا به اول مرة ، عندما تناولنا اهمية استحضار الضمير ، في كل ما تقوم به من أعمال ،
، فلا قيمة لمراسل يقتل ضميره أو يتجاهل صوته ، كما أنه لا مستقبل لصحافي مات ضميره ، ومن غير شك فإنك ادا ما تنكرت لمبادئك وانتصرت لانانيتك فإنك ستظل مجرد مراسل وقف التنفيذ .
بقلم : عبدالحق الفكاك .