هل من وفاء لوفاء؟

أخبار الشعب2 سبتمبر 2020281 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
هل من وفاء لوفاء؟

 

اخبار الشعب /وفاء العنزي

يسألونني دائما لما نبرة الحزن ترافقني في كل كتاباتي؟ أما تدرون لما؟
لأني قابلت وجوها كالملائكة تخفي الشياطين بداخلها،صار الخداع والمكر أسلوبهم في الحياة،والتصنع والنفاق طريقتهم في التعامل،يقولون ما لا يفعلون،يتظاهرون بالوفاء وهم أشد الحاقدين.
أتدرون لما؟لأني أفتقد الحب المعطر بعبق الوفاء،ولا تفكرون أني أشحت الحب أحد، بلا،فأنا جئت لهذه الدنيا لأكون للكل وبالكل،جئت لأحيا بمجد المحبة ونور الجمال،فأنا ابنة الحب والجمال،جئت لأقول كلمة وسأقولها دائما وأبدا، أنا وفاء وفية مستوفية بوفاءها لكل من أوفى واستوفى في وفاءه.
والوفاء هو أن تسقيني كلاما يضرب بجذوره في الأعماق وفاء وإخلاصا وإلتزاما بالعهد وعدم الخيانة،فلا شيء يملأ القلب الحزين إلا الوفاء،فهناك في قلبي بقايا من الوفاء والإخلاص والشجاعة والنزاهة راقدة في غفوة علاها الصدأ من طول الركود،نعم الوفاء،هو أن تبتسم في وجهي بالرغم من حزنك الداخلي،ولا شيء أجمل من ابتسامة تكافح للظهور من بين الدموع،الوفاء هو أن تسمعني،تحتويني،فأنا أحب من يحبني،ولكني أعشق من يهتم بي،فالوفاء ليس أن تطيل البقاء معي باستمرار بل أن تجيد الإعتناء بي.
أتدرون لما؟ لأني صرت أشكو من الذين أذاقوني مودتهم حتى أيقظوني من الحلم،فنزعتهم من قلبي،فقد خاب ظني فيهم،لأني استثمرت حبي ووفائي فكانت خسارتي فيهم أكبر خساراتي، أرادوا أن أتوه معهم في دنيا كثرت فيها الأكاذيب، وقل فيها الصدق وكثرت فيها الخيانات،والنفاق والتملق و…..
أصبح الكذب في كل شيء…..
وصلنا لدرجة أصبحت الصراحة مجرد لعبة تلعب مرة مرة.
فجعلت لحياتي دستوراولكبريائي قانونا خاصا به،ينص على أن كل من رحل من دولتي متعمدا تسحب منه الجنسية،لربما لم أخطئ،في هذا الحكم،فأنا ولو أن الحياة قست علي،أخاف أن أصبح مثلها،وأقسو على من حولي،بالرغم من تألمي، فلا يتألم إلا من كان أوفى من ما يجب،فالوفاء هي من صفات النفوس الحرة الأبية، هي من لوازم القلوب الصافية النقية،هو حفظ للعهد والوعد،واعتراف بجميل،وشكر لمعروف.
لكن المؤسف أن الكثيرون يتحدثون وبكل ثقة عن الوفاء وهم يمارسون الخيانة بشتى أنواعها، وبمنتهى الشرف، والدنيا تتقلب بأهلها،فكثيرا ما تسوق لي الحياة أحداثا صاخبة تعكر صفو مزاجي،وما أنا لست سوى لاجئة هاربة تطلب اللجوء لأعيش بأمن وأمان في هذه الدنيا لكي لا أتمرغ في العذاب،ما عليها سوى ان تطاوعني الحياة وتأخذ المنحى الذي تمنيته دائما، لأعيش ولو ليوم واحد كما أردت أن أعيش ،فأنا تمنيت أن أعيش كما تريد نفسي ،ولكن عاشت نفسي كما يريد زماني.
فما أنا سوى امرأة باهتة تحاول أن تخفي خيبتها بمساحيق خادعة استعرتها من نفاق بالرغم عني،امرأة يخنقها الحنين لأيام قد تعود ،رغم الزمن ،شيء تعجز يد النسيان أن تطاله، فيبقى شيء من عبق الماضي عالق بها،فتحاول ان تعيد حلما سرقته منها الظروف،امرأة تعيش لنفسها ولمن يبادلها مشاعر المحبة الصادقة والوفاء ،ولن تتوقف حياتها على حبيب أهملها، ولا صديق خاب الظن به،امرأة دفنت مشاعرها بعيدا عن قلبها،ولن تنتظر أحدا.
اطمئن يا قلبي سرك في بئر، لن أخبرهم شيئا عنك ،فحقوق الألم لذكرياتك محفوظة،فالحياة على الأرجح تمضي بي على نحو آخر ،تتعمد إسقاطي وكبح جماحي ،تعصف بي بشدة وتدمر كل ما حلمت به ،كل ما رممته وبنيته،وتعيدني من نقطة الصفر،فكلما رأيت راحة نصب أعيني تسحبها من تحتي فأسقط و تأخذها بعيدة عني، فأصبحت أفضل التواجد على حافة الأشياء حتى لا يرعبني ألم السقوط، لكني أقوم صامدة أمام أمواج الحزن،أوقاتي قاسية ولكني أقسى منها،فاطمئن يا قلبي فالحياة جميلة عندما أحمد الله على ما ذهب مني وما بقي لدي وما سيأتي إلي، واعذرني يا قلبي،لو كان الأمر بيدي لأخفيت انهيار دموعي عنك وعن الجميع ولكن سحقا لتلك الأعين فهي تفضحني ما قد تخفيه أنت .
فأنا اخفي حزني كي لا يشفق البعض علي،فأنا لست بهشة أنتظر شفقة أحد، وكثيرا لا أتمنى البكاء لكن الزمان يبكيني، وكم أتمنى أن تكون أحلامي حقيقية وأحيانا أتمنى لو كانت الحقيقة حلما.
فالحياة علمتني كيف أنسى همومي ولكنها لم تعلمني كيف أداوي جروحي،علمتني ان أحب في صمت،وأن أجامل من أكره من أجل من أحب، علمتني أن أحزن لوحدي،وأن دوائي جرحي الوحيد هو رضائي بقدري، وأن أجعل خطواتي في الحياة كمن يمشي على الرمل لا يسمع له صوت ولكن أثره واضح.
أحببت الحياة وأحبها جدا،لكن جدا،هذه لا تملك القدرة على انتزاعي من بين أنياب الفراق ولا الوقوف أمام طوفان الواقع، ولا تمنحني حق الحياة مع الفرح معا،ولكن عطرت لي دروبي برائحة اريج وبنفسج وياسمين وعطر الأمل، فللعطور قدرة عجيبة على إعادة الزمان والمكان ،لها قدرة على استرجاع كل جميل،فقطرة عطر واحدة قادرة على إيقاظ أجمل الذكريات،ولهذا أحب رائحة العطور،بكل أنواعها،بل انا عاشقة ومدمنة لها،فهي تجعلني أمشي عاشقة حزينة،وحيدة سعيدة في طريقي،أجعل سعادتي بالله ومنه وله سبحانه وتعالى ،أمسح بمنديل الأمل دمعة اليأس وأسخر من أحداث الزمن بابتسامة،وما يفسده العالم تصلحه ابتسامتي،وأملي،فقد أصبحت تحميني من الوجع ،ورأس مالي يفوق ملايين الذكرات،والاحلام والآمال، طموحي كبير جعلني ان اكون شرسة كي أحققه.
فكفاك يا دنيا من اختبار صبري،قسما برب السماء أني صبورة صابرة ،أستجديك أن تتركي لي شيئا من عبق الماضي، اتركي لي جمال النفوس ،جمال الذوق،جمال البساطة،جمال المشاعر،ووفاء بالعهد.
فقد علمني وفائي ان أضيئ شمعتي نهاية كل ليلة،أبحث عن أوراقي لأنسج كلماتي وأرتب الفواصل بين جمل الحب وكلمات العشق مع نفوس حزينة متألمة تجد راحتها بانضمامها لي تماثلني بالشعور وتشاركني الإحساس مثل الغرباء في بلاد الغربة،والقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها،فالدموع تغسل كل القلوب والأمل يخفف كل الجروح والصبر يفرجها، انا امرأة أحاول أن أكون بسيطة لأكون أجمل وأعيش كما انا ولا أتصنع شخصيات من أجل أحدهم، ومن لا تعجبه ذاتي لا يستحق أن يرافقني، فأنا أمارس التجاهل في حياتي كثيرا ولا أخجل من هذا،بل أعترف، لأن اهتمامي لا أمنحه إلا لمن يستحقه،ويكون حديثي معه فيه راحة لي ولو حتى كان الحديث قليلا.
أتدرون الآن لما نبرة الحزن دائما معي ؟
لأني امرأة كتب عليها الشقاء فرضيت به ،وفي كل مرة تضيق بي ،ولم يعد ما يسرني،والناس حولي لا هون والهموم تحاصرني في كل مكان..تحملوني أرجوكم،
قد تجبرني همومي أن أبكي، ويجبرني قلبي أن أفكر، ويجبرني تفكيري ان أتألم،ويجبرني التألم أن أنزف، ويجبرني النزف أن أموت، ويجبرني الموت أن أتحسر، ويجبرني التحسر ان أحكي، ان أكتب لكم رسالة صامتة بدموع خفية وحشرجة في الصدر، فبداخلي ضجة مشاعر راكمتها الأيام، أتبادل الحروف مع أناس ما يميزهم ،رقيهم، أخلاقهم، حسنهم،سمو كلماتهم ،أحببت وجودهم معي في كل وقت وحين،أستظل معهم تحت مملكة الود والوفاء والحب،حديثي معهم راحة ،تعلمت معهم ان أزيف ضحكتي على الورق وأن أكون بخير بعين من يجهل أحزاني،فأنا حقا في تحد مع الحزن وبرغم أنفه،فهو يتمنى سقوطي كما سقط حلمي من ذاك الجيب المثقوب الذي خبأت به الحلوى يوما ما.
فكفاك يا دنيا من اختبار صبري، قسما برب السماء، فأنا ما عدت أخشاك،فأنا صبورة صابرة، اعيش على أمل، بل انا الأمل ،وأعيش على الابتسامة بل أنا ابتسامة، أعيش على الفرح بل انا فرح ،اعيش على السرور بل انا سرور وأعيش على الوفاء وأنا وفاء.
مودتي ومحبتي وفاء العنزي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق