اخبار الشعب/محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.
———————-
قَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ» رواه الشيخان.
نشبت حربٌ ضروسٌ سُمّيت بحرب الرمال بين المغرب والجزائر سنة 1963. وكان أحمد بن بلة حينها أولَ رئيس للجزائر “المستقلة”. كان السبب هو غدر حكام الجزائر وخيانتهم للعهد وذلك بالتحالف مع جمال عبد الناصر ومعمر القذافي بهدف إسقاط الملكية في المغرب مع التنكّر لمغربية مناطق تندوف وبشار وغيرها والتي ضمّتها فرنسا للجزائر سنة 1950 حيث كانت تعتبر القطر الجزائري جزءاً لا يتجزأ عن التراب الفرنسي.
سنة 1957 اقترحت فرنسا على السلطان محمد الخامس رحمه الله بدءَ المفاوضات حول هذه المناطق المغرببة التي سبق أن طالب المغرب باسترجاعها. لكن السلطان رحمه الله فضل أن تستقل الجزائر أولاً ثم يتفاوض مع حكامها الذين ساعدهم بالمال والسلاح والرجال في سبيل التحرير… ظنّاً منه أنهم سيكونون أوفياءَ للدم والجِوار… ولم يخطر على بال أحد أنّ بن بَلّة وأعوانه سيطعنون المغرب بخنجر الغدر والخيانة ونكران الجميل وسيعضّون اليد التي أحسنت إليهم…
وهكذا نشبت الحرب التي لخصها بن بلة نفسُه بمقولته الشهيرة (حكرونا المراركة حكرونا) أي احتقرنا المغاربة احتقرونا. وذلك لما تكبدوه من هزائم فادحة في العتاد والأرواح، إلى أنْ تدخلتِ الجامعةُ العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية بالوساطة لإنهاء الحرب وذلك يوم 20 فبراير 1964 في باماكو عاصمة مالي.
أذكر وأنا من الأطفال يومها كيف كانت الإذاعة الوطنية تذيع نشيد:
[بن بلة الوحش الغدار
ياللي قلت كلام العار]
لغد تغنينا بغدرهم منذ عقود…
وقد ورد في خصال المنافقين [ وإذا عاهد غدر] البخاري
محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.