نوافذ الماضي

اخبار الشعب1 يوليو 2020263 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
نوافذ الماضي

اخبار الشعب/ وفاء العنزي

اعتليت صهوة ذاكرتي وعدت إلى ذكرياتي وعواطف مرت بحياتي سابقا،بعضها مؤلم لا أريد بتاتا حتى التفكير فيه ولا في حيتياتها،والبعض الآخر يثير في فرحة عارمة لدرجة أنني أتمنى لو تتكرر لترسم الابتسامة على محياي.
هو حنين إلى ماضي جميل بأشخاص ومع أشخاص منهم من رحل ومنهم من انقطع الود بينهم ومنهم من لا زال على العهد وفيا.
حاولت أن أجمع حولي ظلال أيام جميلة عشتها،فحملني الحنين إلى أعماق الماضي،وتذكرت طفولتي بعيدا عن وسائل الإتصال الحديثة من انترنيت وهواتف محمولة،كانت أمنياتي كبيرة افتقدتها لما كبرت،وهمومي صغيرة ازدادت كلما كبرت،فكان دفتر ايامي قد حن لأن أقلب في تلك الصفحات العطرة من سجلات حياتي لأراها أياما مشرقة ممزوجة ببساتين الحب الصادق مترامية على أطراف نوافذي،نعم تذكرت أيامي فضحكت واشتقت فبكيت.فالحنين إلى الماضي هو شعور نوستالجي يجعلني أخرج من توتر وألم نفسي يمتلكني في كل لحظة،هو ليس هروب من الواقع ومآسيه،بل هو في حد ذاته اشتياق لذاتنا أكثر من الأماكن أو الأوقات أو حتى الأشخاص، فقط نشتاق لأنفسنا.
ألا ليت الشباب يعود بل ألا ليت الطفولة تعود، ما أجملها! أيام مضت بلا عودة طوتها أغبرة الحنين،وأشعلتها أشواق عودة قطار الذكريات الذي مر مسرعا،فقد اشتقت لزمن كنت أؤمن فيه أن دمعتي ستجف بقطعة حلوى أو دمية ،كانت حياتنا بسيطة وعفوية تفرحنا ثياب العيد وتبسطنا شكل لعبنا الجديدة،يا حسرتاه! على ذكريات جميلة ودنيا رائعة دنيا فاضلة،كنا نحسب الأيام والسنين لنصبح كبارا نضج وعندما رشدنا كانت أول أمنياتنا ان يرجع بنا الزمن أطفالا ،ليتني أعود طفلة لا اعرف معنى الحياةلأكون طفلة وأعيش طفلة وأموت طفلة. كم تمنيت أن يرجع بي الزمان للوراء لألعب وأجري ألاحق كل شيء جميل أقطف أزهار سنوات عمري في شقاوة واسابق الزمن في غباوة،وحين أتعب أتوسد ذكرياتي الطفولية.كيف لي أن أحدثكم عن طفولتي،وأعود بأفكاري لزمن أبحث بين ثنايا ضحكات كل من رآني وقبلات كل من صادفني ألعب ،هل أحدثكم عن قصة حلم،أم قصيدة أمل،أم خاطرة عذوبة،فقد كان عالم جميل له قوانينه،فلا يوجد هناك من يحمل الكره والحقد على غيره،بل تجمعنا رابطة واحدة ألا وهي رابطة الحب والبراءة، ألم أقل لكم دنيا فاضلة؟دنيا مزدانة بقلوب كالدرر وأرواح باذخة الطهر.
علمت وعلمت وتعلمت فتمنيت لو أعود طفلة،فاعذروني إن اشتقت لعالمي الطفولي فقلبي يملأه عشق وفكري تائه يبحث عن بريق أمل في متاهات الحياة……..ولحظات سعادة تحتضنني وبراءة طفولة تحتويني وحب خالق يغمرني.فطفولتي كانت جميلة عشت طفلة مدللة في عرش والدي،وكبرت فتاة مغرورة بأبيها،متمردة لا أحتاج تقييما من أحد، أعشق تفاصيلي وملامحي،متفائلة متفردة عنيدة ،أرسم ابتسامةعلى وجهي لأنسى كل همومي وأقول للحزن لن تغلبني،وأزيحه عن طريقي.
فأنا بخير،أفضل من أي وقت مضى لكني أعاني من ذاكرة لا تكف عن العبث بتفاصيل الماضي الجميل الذي لا يموت بل يبعث بغير دعوة ولا رغبة ليصبح نورا أستضيىء به القادم من أيامي ودرة فخر يتلألأ ويزين آلامي وناي تشدو به في سفينة أحلام اركبها وأبحر بها عبر الأيام الحاضرة بأمل استعادة عطر وصوت وحضن وحب من افتقدتهم،فما زالوا أشخاص حولي رائعين في كل مكان أحبهم ويحبونني. محبتي ومودتي ،وفاء العنزي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق