غالبا ما تمر علينا بعض الأخبار مرور الكرام، وقد لا نلاحظها أو نقرأها قراءة القصص، ولكني عندما أقرأها بعمق وضمير أشعر بغضب شديد، خصوصا عندما أقارنها بما يحصل في عالمنا.
√ رئيس وزراء يركب دراجة هوائية.
√ وزير توبخه نادلة في مقهى لخروجه عن الطابور.
√ عمدة مدينة يخسر الانتخابات ويخرج من منصبه مبتسما.
√ نائب برلماني يستقيل من منصبه لأنه تأخر عن الاجتماع لمدة 5 دقائق.
√ رئيس بلدية يستقيل من منصبه لأنه غير قادر على تحمل المسؤولية، ليفتح المجال للكفاءات الشابة.
√ مواطنون يساهمون في تطوير وطنهم، ويحملون مسؤوليتها مثل حكومتهم.
والكثير الكثير من هذه الأخبار والوقائع، فبعضها يصلنا والبعض الآخر نسمع عنه.
ويسألونك لماذا تطور الغرب؟.
√ تطور الغرب لأنهم طبقو قول لله سبحانه وتعالى { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ }، فكرموه فأعطوه حقوقه، وكرموه فاستشاروه.
√ تطور الغرب لأنهم استمعوا لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام، ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء) فأحسنوا عملهم.
√ تطور الغرب لأنهم يضعون الرجل المناسب في المكان المناسب، ويحاسبونه إن أخطأ، كأنهم يستمعون لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام، (ما بال العامل نبعثه على عمل فيقول، هذا لكم وهذا أهدي لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى إليه أم لا؟، والذي نفس محمد بيده لا يأتي أحدكم منها بشيء إلا جاء به يوم القيامة على رقبته إن كان بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر).
√ تطور الغرب لأنهم جعلوا الخلافات السياسة لا تؤثر على مصالح الوطن والشعب، ولا على العلاقات فيما بينهم، كأنهم يتبعون قوله تعالى { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }.
√ تطور الغرب لأنهم اعتمدوا الشورى والنصائح في ما بينهم، كأنهم يقرؤون قوله تعالى { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } فجعلوا للشورى آلية، تبدأ في البيت ثم المدرسة ثم العمل ثم شؤون الدولة.
كم أستغرب لما يحدث في عالمنا، فالوسائل التي اتبعوها هي من أجل الحياة الدنيا بالنسبة لهم، ولكنها من أجل رضا ربنا والحياة الآخرة في ديننا، هي آيات نقرأها في صلاتنا، ولكن لا نعيشها، إذن فمتى نعيشها؟.
وهنا نطرح السؤال ليس لماذا تطور الغرب، بل لماذا تخلفنا نحن؟.
أشعر بغضب شديد خصوصا عندما أقارن بما يحصل في عالمنا.

هشام النكر