دور التكوين في تثمين وتنمية العنصر البشري

اخبار الشعب6 نوفمبر 2019563 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
دور التكوين في تثمين وتنمية العنصر البشري

 

أخبار الشعب/زهار نورالدين

إن مسألة الاعتماد على العنصر
البشري باتت في حكم المؤكد، ولا مجال
للحديث اليوم عن مدى أهمية الموارد
البشرية في تجسيد الخطط والبرامج والقيام
بالأفعال، ومن ثمة تحقيق التنمية الشاملة
والمستدامة، إن من جانب الدول
والحكومات أو من جانب المؤسسات.وعلى
هذا الأساس اعتبر العنصر البشري المحرك
المحوري لأي مشروع مهما كانت طبيعته،
كما هو معروف في أدبيات إدارة الأعمال
بأن “الإنسان قبل المشروع l’homme
avant le projet “. ومادام الأمر كذلك
فإنه يتعين مد المزيد من الرعاية والاهتمام
بالموارد البشرية وتطويرها والرفع من
أدائها باستمرار، ولن يتأتى هذا إلاّ بفضل
ممارسة التكوين ممارسة علمية موجهة
لتلبية احتياجات المؤسسة والاستجابة
لخصوصياتها في ظل محيط يتسم بالتقلب
والمفاجآت. إن النقاش لم يعد اليوم منصبا
على الإجابة على السؤال ” لماذا نكون؟ ”
بقدر ما هو موجه نحو الإجابة على السؤال
” كيف نكون؟ “، في هذا المقال نحاول
الإشارة إلى دور التكوين، كحلقة من حلقات
تقع ضمن محتوى تسيير الموارد البشرية،
في تثمين الموارد البشرية وتنميتها.

:
إن المتتبع لتاريخ المؤسسات الناجحة عبر أنحاء العالم، ونموها وكبر حجمها
وفتح فروع لها هنا وهناك وجودة منتجاتها، يجد أن من ورائها عمالا ومسيرين جمعوا
بين الكفاءة وحسن القيادة إلى أن وصلوا بمؤسساتهم إلى الشهرة والنجاح، بالرغم مما
يعرفه المحيط من تقلبات مستمرة ومفاجآت وما يفرضه من قيود وأخطار وتهديدات.
إضافة لما سبق فإن للعنصر البشري دورا حاسما في قيام المؤسسة وبقائها ونموها وفي
الإسهام في تكوين الثروة، كما أنه محدد أساسي لموقع المؤسسة ومكانتها في محيطها
الذي يتميز بالحركية وعدم الاستقرار، وهو الذي سيمكن المؤسسة من مواجهة التحديات
المختلفة، الاقتصادية، والاجتماعية، والتكنولوجية المعرفية،…
ومن أجل التحكم في التسيير والتكيف مع التحولات الحالية والاستجابة للتغيرات
المستقبلية، فإن الاعتماد في التسيير على الكفاءات البشرية وزيادة التحفيز وترشيد
السياسات المطبقة على الموارد البشرية من المتطلبات التي لا غنى للمؤسسة عنها إذا ما
أرادت أن تقاوم وتنمو. وبناء على ما تقدم، ومع موجة التجديدات في الأفكار
والتكنولوجيات وأنماط وتقنيات التسيير اتجهت المؤسسة إلى ضرورة اعتماد التكوين
المستمر، لضمان التكيف الدائم في الوقت المناسب وبالتكلفة الملائمة. كما أن حركة
المنافسة الحادة تحتم على المؤسسة أن ترقى إلى مستوى المنافسين في القطاع، ولا يتأتى
لها ذلك إلا بإدماج التكوين ضمن هيكلها وسياستها.
إن المؤسسة تعيش اليوم في ظل اقتصاد بملامح جديدة هو اقتصاد مفتوح،
اقتصاد مبادرة، اقتصاد معرفة، كما أنها تحيا في مناخ مركب ومتعدد الأبعاد يكون فيه
الإبداع والابتكار عاملين أساسيين في تحديد مكانة المؤسسة، وبهذا يجد التكوين مبررا له
لما يمكن أن يحدثه من آثار إيجابية على مستوى الفرد والمؤسسة وحتى المجتمع، وهو
كفيل بتفجير الطاقات الكامنة وتجسيد أبعاد تسيير الموارد البشرية.
،.
وهذا ماركز عليه جلالة الملك في خطاب العرش الأخير حين قال جلالته :
لقد حرصنا على جعل المواطن المغربي في صلب عملية التنمية، .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق