اخبار الشعب/عبدالملك_الأغبري
مررتُ من جانبِ وردة..
كلنا متعبون أيتها الوردة ، هذه الحياة خادعة وغادرة ، كل يومٍ تأتِ لنا بواقعٍ آخر غير واقع الأمس ، تتلون لنا الحياة كالحرباء ، حتى أنتِ أيتها الوردة الجميلة ستتعبين .. ستذبلين بعد مدة ، ما أجملك أيتها الوردة في كل صباح وأنتِ في عناقٍ مع الندى وطل الشتاء ، حتى تشرق عليكِ شمس الضحى فيتوارى الندى عنك خجلًا من اشراقة الصباح.
نحن متشابهون في نهاية المطاف .. متشابون جدًا
في أيامنا الأولى نجد الرعاية وقليلٌ من الحب والإهتمام ثم تبدأ حياتنا بالذبول ، وهكذا حتى تقف اعمارنا على مشارف القبر ، دنيا ملعونة .. معلونٌ من فيها ..
أيامنا تطاردنا .. بل تقتلنا ، لم يعد لدينا ما نقدمه أو نتنازل عليه .. لقد اخذت الحياة كل ما بأيدينا ، بل كل مانملك ..اخذت كل شيء حتى طاقتنا سرقتها الأيام والسنين ، حتى افقدتنا شغفنا بها ، كل ما يُعجب الناس .. نحنُ لا يُـلْـفِـتُ انتباهنا ، كلنا يعلم أن الطفل يخرج من بطن أمه باكيا..!!
لماذا لا يضحك ؟!
لقد شعر أن بطن أُمه أوسع له من هذه الأرض ، بل من الكون كله.
الجمال يكون في أيامه الأولى فقط ..
أجمل الحب في أيامه الأولى ، أجمل اللقاء في لحظاته الأولى ، وأجمل فرح عند الزواج ، وأجمل النقود راتبك الأول عند التوظيف ، وكل الجمال والإدهاش يكون في أوله ، وبعدها كل شيء يصبح عاديًا وقد نكرهه بعد ذلك.
ما أجملنا بعمر الزهور ، وما أجمل الوردة بعد أن تتفتق ، والفاكهة عند النضج ، وكلها أيامٌ وتنتهي وينتهي معه الجمال ولكل شىء كتاب.
#عبدالملك_الأغبري