عقدة البريكست و الطريق نحو الرايخ الرابع

اخبار الشعب3 ديسمبر 2019329 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
عقدة البريكست و الطريق نحو الرايخ الرابع

 

اخبار الشعب /اعداد ذ ظويف البشير

 

عاشت ما يُعرف بـ«الرايخ الثالث» خلال الفترة من 1933 إلى 1945، عندما حكمت من قبل الحزب النازي بقيادة أودلف هتلرهذا الرايخ الذي كان يسعى للعيش ألف عام، بل وتسيد العالم لا الأوروبيين فحسب. واليوم بات عدد من كبار المفكرين الأوروبيين يخشون من أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيخل بما هو أبعد من مفهوم التوازن بين الدول الأوروبية، ليوجه ضربة قاصمة لفكرة التكامل بين الحكومات الديمقراطية فما معنى هذا الحديث؟

بالنظر إلى ما جرى في فترة الحرب العالمية الثانية سعى الأوروبيون إلى بلورة رؤية للتوازن بين دول القارة حتى لا تطغى واحدة على أخرى وتتسبب في كارثة إنسانية من جديد، ثم لاحقاً ومع ظهور إرهاصات التعاون المشترك بين شعوب القارة اقتصادياً أولًا، ثم سياسيا تالياً، ظهر في الأفق طريق التكامل بين الديمقراطيات الأوروبية، هذا المنطق الذي كفل أوروبا أطول فترة سلام في التاريخ. هل جاء انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليوجه لطمة لأحلام الأوروبيين في الأمن والاستقرار، ولعودة المخاوف من قيادة وريادة ألمانيا
فخروج بريطانيا، يعني عملياً وضع القارة الأوروبية تحت زعامة ألمانيا، وأن هذا هو هدفها الاستراتيجي، الذي لم يتمكن هتلر من تحقيقه في الحرب العالمية الثانية، بينما تحققه ألمانيا الآن، بالوسائل السلمية فخبراء الشأن الأوروبي يقولون إن ألمانيا التي خسرت الحرب عسكرياً تنتصر اليوم اقتصادياً، وأن فكرة التكامل الأوروبي لم تكن فقط تهدف إلى بناء أوروبا موحدة، بقدر ما كانت تتطلع إلى ردع الطموحات الألمانية.

يعلم من لهم دراية بالتاريخ أن الحضور البريطاني كان دائماً وأبداً المكافئ الموضوعي أدبياً وأخلاقياً، وربما عسكرياً، للحضور الألماني على الساحة الأوروبية، وعليه فإن خروج بريطانيا من الاتحاد يجعل كفة الموازين الاستراتيجية تميل بقوة ناحية ألمانيا، ليختل التوازن الأوروبي، وهذا يعنى خيانة البريطانيين للأهداف والمثل العليا التي حاربوا من أجلها في الحرب العالمية الثانية و الشاهد أن الصناعات العسكرية الألمانية تعود بقوة، والسلاح الألماني مشهود له بكفاءة فائقة، كما أن الوجود العسكري يتزايد حول العالم، أما عن الاستخبارات الألمانية الخارجية فحدث ولا حرج عن دورها المتنامي بقوة لاسيما في الشرق الأوسط على نحو خاص، وهذه جميعها ملامح ترصدها بقية دول أوروبا، وتسبب لهم نوعاً من القلق المكتوم، إن جاز التعبير.
العبرة لعل ماضينا نحن العرب ليس اسوا من ماضي المانيا فكيف استطاعت ان تحقق المعجزة التي لم نستطع حتى ان نحقق ولو جزء بسيط منها؟

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق