الفريضة الواجبة على الصحفيين

MOSTAFA CHAAB21 يوليو 2022119 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
الفريضة الواجبة على الصحفيين

 


أخبار الشعب / عبدالحق الفكاك

اكثر الناس هم مستعدون لتصديق الكذب طالما يوافق هواهم بشكل ما، فإذا ما حاولت اقناعهم وأظهرت لهم خطأهم ، تعذروا بانهم كانوا يمازحونك ويلعبون ..

والحقيقة أن الشائعات لعبة قديمة، قدم الحروب التي خاضها الانسان منذ عدة قرون خلت ، لذلك لم يسلم منها مجتمعا ما .

وإذا كانت منصات التواصل الإجتماعي تعج بكثير من الاكاذيب بدءا من هوية مستخدميها وانتهاءً بالمحتوى ، فإن الفيس بوك و الواتساب تعد بمثابة تربة خصبة لتنشئة الإشاعات ونشرها بين الناس ..

ولأن الإشاعة في الاصل هي خبر كاذب يحتوي على معلومات مضللة، فإن ما ينشر على منصات التواصل الإجتماعي هو في الواقع معلومات تحتاج إلى تدقيق ، وبالتالي يحتاج الأمر إلى المزيد من الوقت ، وهذا بالضبط ما لا يتوفر لكثير منا ، وبدلا من ذلك ترى الناس قد شمروا على ساعدي الجد وراحوا يبعثون بالرسائل الواحدة تلو الأخرى بدون تردد ولا تمحيص حتى صرنا للأسف نعيش في زمن الإشاعة بإمتياز .

،وبما أن مستخدمي الفيس بوك ، الواتساب و اليوتيوب عالميا قد تجاوز ملياران والنصف مستخدم، ولأن اغلب مستعملي هذه المنصات هم من المراهقين و من عامة الشعب، فإننا حقا نواجه معضلة اجتماعية عظمى تتطلب منا تدخلا حازما لإنقاذ ما يكن إنقاده.

ولعل رجال الاعلام اول من تقع عليهم مسؤولية مواجهة الشائعات و الحد من انتشارها، باعتبارهم اناس يعملون على نشر الأخبار وهم في بحث دائم عن الحقيقة .. حقيقة ما يجري خلف الكواليس و الدهاليز المظلمة ؟

ومن العار أن يتحول الصحفيين أنفسهم الى أداة لنشر القصص و المعلومات المليئة بالمغالطات و الأكاذيب دون التحقق من دقتها وصدقها .

وقد تجد العديد من المنابر قد سقطت – للأسف الشديد – في فخ الإشاعة وفقدت مصداقيتها لا لشيء سوى انها إنساقت وراء سباق محموم لتبني خبر للاسف لا أساس له من الصحة .

ان على رجال الاعلام ان يأخدوا الامر بكثير من الجدية ، وليعلموا بأن الإشاعة هي إحدى أهم أدوات الحرب النفسية و التي تلحق ضررا كبيرا بالمجتمع ككل ، وليس في الأمر مبالغة إذا ما قلنا بأن الكثير من الدول المتقدمة قد افردت لهذه ” الظاهرة ” اقساما ومصالح خاصة بها ، أوكلت بها خبراء ومختصين لا شغل لهم سوى الاهتمام بكل ما يتعلق بالإشاعة دراسة و إنتاجا .

نعم ، فإنتاج الشائعات فن من فنون عالم الجاسوسية وعادة ما تستخدم كطعم لمعرفة ردود الفعل لدى الافراد و الجماعات ، بل هي وسيلة فعالة لإفتعال الفتن و اثارة الشك والأزمات وكسب المعارك والحروب ، لذلك نجد أن الألمان كانوا من السبّاقين إلى إحدات وزارة (البروباجاندا)، أو الدعاية .

و لأن حروب اليوم ليست حروب دبابات و لا مدافع.. بل هي حروب نفسية و ثقافية، يراد منها التأثير على ضعاف العقول لتغيير الثقافات بهدف السيطرة على الشعوب و الثروات .

وإذا كان من اخبث غايات الاشاعة إضعاف إيمان الشعب بعقيدته وأفكاره ومبادئه القومية والوطنية ، فإن التصدي لهذا العدو المتخفي دي الأسلحة غير التقليدية يعتبر بمتابة فريضة عين ينبغي على كل صحافي أن ينهض بها لسيما عندما يهم بنشر خبر ما .

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو ماذا فعلت منشآتنا الإعلامية لحماية الفئات الشابة والشعبية على السواء من خطر انتشار الشائعات ؟ و هل استشعر كل منا المخاوف الأخلاقية من تكرار نشر معلومات خاطئة ؟

علينا ان نعلم بأن الصحافة الصفراء والمواقع الإخبارية عديمة الاخلاق بالإضافة إلى بعض منصات التواصل الإجتماعي قد ساهمت في ترويج الشائعات ، لذلك ينبغي التصدي لها ، كما ينبغي إشاعة جو من الثقة بين الناس والمسؤولين من جهة و بين المؤسسات العمومية والخاصة من جهة اخرى .

نعم يجب تسهيل وصول الصحافيين للمعلومة وفق ما يضمنه الدستور و القوانين المنظمة ، وعلى الجميع أن يفهم بان محاربة سيادة الغموض والتعتيم الإعلامي في المجتمع واحتكار المعلومة ، يبدأ بضمان حق المواطنين في معرفة ما يجري من حولهم وان التكتم غير المبرر وإبعاد الصحافيين عن دوائر اتخاد القرار او إخراجه من جلسات مجالس الجماعات المحلية و اغلاق الابواب في وجوههم .. للأسف كلها سلوكات من شأنها خلق مناخ مضطرب يزيد من فرص إنتعاش الشائعات و رواجها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق