جمعيات المجتمع المدني بين الالتزام بخدمة الصالح العام و تحقيق المصالح الشخصية لأعضاء المكاتب المسيرة

houcine Sabri9 يونيو 2024350 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
جمعيات المجتمع المدني بين الالتزام بخدمة الصالح العام و تحقيق المصالح الشخصية لأعضاء المكاتب المسيرة

أخبار الشعب/حليمة انفينيف اللوزي

 

تعتبر جمعيات المجتمع المدني بمثابة الحكومة الناطقة باسم الشعب لكون اعضاء مكاتبها من عامة الشعب وليس لديهم مؤسسات تمنحهم حصانة او لديهم مجالس رسمية يخاطبون عبرها السلطة التنفيذية،وغالبا تكون مقرات عملها وانشطتها داخل الأحياء التي يقطن بها اعضاء المكتب المسير،لكن من بين الإشكالات التي يتسم بها العمل الجمعوي هي مدى ثقافة واستيعاب اعضاء المكاتب المسيرة للجمعيات لمفهوم العمل الجمعوي،إذ يعتبر البعض أنه بمجرد دخوله لغمار هذا العالم المتشعب أنه أصبح من ذو الشان والجاه والسلطة، وهنا يمكن وضع الأصبع على مكامن الخلل إذ يعتبر العمل الجمعوي تكليف وليس بتشريف،وليس له امتيازات وحصانة تخول لك التصرف في كل ما يخص الجمعية من الناحية المالية او الإدارية بكل حرية،حيث بمجرد تعريف نفسك انك فاعل جمعوي فأنت تضع نفسك تحث مجهر مخبري يمكن إعطاء إحدى النتيجتين لا ثالثة لهما،اولاهما انت فاعل جمعوي تقوم بخدمة الصالح العام بكل تفان وامانة وهذا له ضريبة من نوع خاص وهي الجد والكد وطرق الابواب والتعرض لعراقيل ومضايقات من طرف بعض الاشخاص بغرض إيقاف عجلة النماء للجمعية التي تنتمي لها،او انت فاعل جمعوي تحمل بطاقة يكون افتخارك بها على شكل سراب تعتقد أنك مدركه،وبالتالي فالمواطن المغربي سيكون له الحق في التشكيك في نزاهتك وعليه نعتك بأنك لص وسارق وتغتني من موارد الجمعية التي هي من حقهم و تكون هذه الشكوك بمثابة الشرارة التي قد توقد نارا تشتعل في هشيم هش و في حالة وجود خخل ما فأنت حتما ستقع في قبضة العدالة و تكون مضطرا على الاجابة عن السؤال البديهي الذي يدخل في خانة السهل الممتنع وهو من اين لك هذا؟!,كما لا أود ان يفهم تحليلي على أساس ان العمل الجمعوي يطغى عليه طابع هاتين الحالتين،بل هناك جمعيات وجمعويون يستحقون كل الاحترام على ما قدموه لخدمة الصالح العام،كما ان هناك اشخاص يحملون أفكار مشاريع جمعوية جد متميزة ويجب الاخد بيدهم وضمهم تحث لواء جمعوي مؤطر من اشخاص لهم تاريخ جمعوي نزيه وناجح وبالتالي سيكون المغرب يعرف نهضة جمعوية تقوم بتصحيح الاختلات المجتمعية والسياسية والاقتصادية تبدأ من قاعدة الهرم إلى قمته،فالعمل الجمعوي يبقى هو الحل الذي يعول عليه من أجل إصلاح شامل لمختلف المشاكل التي يعاني منها المواطن المغربي بعدما فقد الثقة في المؤسسات المنتخبة حيث صوت الجمعيات سيصبح في المستقبل القريب الهزة الأرضية التي تطيح بكل مسؤول تخول له نفسه أن المنصب أبدي وأزلي لأنها من المواطن وإلى المواطن ولهذا فعلى كل من يريد الدخول في خوض غمار العمل الجمعوي إما أن يضع نصب أعينه خدمة الصالح العام و الابتعاد عن تحقيق طموحاته وأغراضه الشخصية أو أن يبقى مواطنا له سلطة التعبير عن متطلباته وكل الٱذان مصغية لصوته سواء طوعا أو إجبارا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق