اخبار الشعب، عبد الرزاق توجاني
قال الامين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، إن الحزب قرر أن يدخل الحكومة، وفتح حوار، واتخذ قرار ان يكون داخل الحكومة مناضلو ومثقفو وأطر الحزب، مؤكدا على أن هذا الأخير لم يتعامل مع الحكومة ككعكة وإنما كمسؤولية، وكصدق وكأخلاق مع المواطنين.
وأضاف عبد اللطيف وهبي، ان يحتل حزبنا مكانا يليق به، وقد أصبحنا في قلب القرار السياسي والضامن للاستقرار الحكومي، لأننا جزء من هذا القرار، وإذا قدمنا ملاحظاتنا فالأمر يدخل في إطار الصدق والأمانة مع رئيس الحكومة، التي لن نحولها إلى حلبة للصراع. نعم نبدي رأينا ونحترم القرار في الأخير، وهذا هو المنطق السليم”.
وفي كلمته ضمن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي الثاني لـ”البام”، الذي نظم اليوم السبت بمدينة مراكش، أردف وهبي: “جرى الكثير من الماء تحت الجسر حين قررت القيادة والمجلس الوطني دخول الحكومة بعد نقاش كبير وطويل، وخلصنا إلى أن التصويت الذي نلناه يعني أن نتحمل المسؤولية في تدبير الشأن العام. ونحن نعلم علم اليقين أن رئيس الحكومة يملك جميع السلطات التي يفوضها إلى الوزراء، لذا فنحن نشتغل تحت تفويضه في انسجام وتناغم تامين”.
“حين لم نعثر على أطر بحزبنا قررنا الاستعانة بفئة من المغربيات والمغاربة المحنكين لتدبير ملفات حكومية، لأن المسؤولية الوزارية حق لكل المغاربة، وهذا هو نهجنا، لأننا لا نتعامل مع الحكومة ككعكة، وأكدنا للسيد عزيز أخنوش أن الحكومة ليست مجالا للصراع، وأننا نتحمل مسؤوليتنا إلى آخر رمق”، يتابع المتحدث ذاته.
وتحت زغاريد النساء “الباميات” الحاضرات لهذا المؤتمر، أكد وزير العدل استمرار حزبه في “الدفاع عن المساواة، وتغيير القوانين”، موردا: “من الأخلاق والواجب أن ننصت إلى المرأة، وألا نعير أي اهتمام لمن يحرفون كلامنا للإساءة إلينا”.
ودعا الأمين لـ”حزب الجرار” إلى “نقاش صريح حول مدونة الأسرة”، مضيفا: “قدمت عرضين في الفقه من أجل نقاش هادئ لأننا التزمنا بتغيير القانون وسنغيره، لكن الجميع التزم الصمت. وأقول للمرأة إنني التزمت معها وسأعمل كل ما في وسعي للقيام بذلك، لأنها إرادة الملك”، نافيا “المماطلة وتأخير ملفات ذات أهمية من قبيل القانون الجنائي وإصلاح مدونة الأسرة”.
وشدد وهبي على أن “مسطرة التغيير لن تقوم بها مؤسسة دون أخرى، لذا فوزارة العدل ستناقش هذا الموضوع الذي يعتبر قرارا مجتمعيا، ويحتاج إلى موافقة ملكية”، وزاد: “نحن محظوظون بكون الملك هو مركز السلطة، والحكم بين الأحزاب، والقرار الأخير يبقى له كرئيس للدولة المغربية”.
ونبه الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلى أن “المملكة المغربية تتأسس على قواعد متينة ضمنت الاستقرار لهذا البلد، لأن الحقل الديني قررنا كمغاربة أن يبقى حكرا على الملك، الذي يترأس المجلس العلمي، الذي يضم علماء أجلاء أنيطت بهم مسؤولية البت في القرارات التي تهم القطاع الديني”.
وعن الشأن الحزبي لحزب الأصالة والمعاصرة، تابع الوزير: “خرجت من فترة نقاهة، وهذا يدل على أننا هرمنا، وعلى أن الحزب شاب، وبالتالي يجب أن نفكر في قيادة شابة تتحمل هذه الأمانة، لمن له الشرعية ويستحقها، وإذا اتخذنا قرارات في حق بعض الأشخاص فلأن الحزب كمؤسسة يعلو على الأفراد، ومن يظن أنه مرتبط به فلينتحر”.
وتحت تصفيقات الحاضرات والحاضرين قال وهبي: “مستمرون في الهيكلة، ولن نقبل من أي كان أن يتخذ قرارات فردية، فالمكتب السياسي هو أعلى هيئة، يناط بها اتخاذ القرارات المناسبة؛ لأننا نريد حين نرحل أن نترك حزبا منظما، ونريد من الشيوخ أن يتواروا إلى الوراء، لنتيح الفرصة لجيل الثورة الرقمية، لأنني أؤمن به كثيرا”.
ويأتي هذا المؤتمر الجهوي الثاني لجهة مراكش أسفي في سياق الدينامية التنظيمية التي يعرفها الحزب وطنيا وجهوا وترابيا، وتجاوبا مع حجم الطموح، للحفاظ على الريادة الوطنية على مستوى النتائج التي يحققها في الاستحقاقات التي تعرفها بلادنا
