اخبار الشعب/
تحتضن مدينة مراكش من 16 إلى 18 ماي الجاري المؤتمر الوطني 34 للأخصائيين في أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم بالمغرب، حيث يشمل برنامجه العلمي المتخصص والمكثف مواضيع تهم أمراض الروماتيزم والمفاصل والعظام بداية بالتشخيص ووسائله الجديدة ونهاية بالعلاج وطرقه الحديثة مع الوقاية ووسائلها المتعددة.
وفي هذا الصدد أشارت الأستاذة إيمان البوشيتي، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض المفاصل والعظام والروماتيزم، المكلفة بتنظيم هذه التظاهرة العلمية الكبرى، إلى أن أعضاء الجمعية لم يذخروا أي جهد في سبيل إنجاح هذا المؤتمر الذي يستقطب المختصين من المغرب وخارجه والمهتمين بأمراض الروماتيزم من جميع الجهات: الجامعات ومستشفيات الدولة والمختصين المستقلين وكذلك الطلبة… وزيادة على أهمية المواضيع العلمية المختارة للتدارس، سيتم ولأول مرة في تاريخ هذا المؤتمر الاحتفاء بواحد من الأطباء المتخصصين في أمراض الروماتيزم الممارسين للفنون والآداب بالموازاة مع مهنهم الأصلية. وتمنت الأستاذة اليوشيتي أن يصبح هذا الإحتفاء بمثابة سنة حميدة يتم من خلالها الإحتفال بأعمال الفنانين والأدباء من الأطباء المنخرطين في الجمعية المنظمة لهذا المؤتمر الوطني.
الدكتور بوشعيب المسعودي: طبيب وفنان وأديب.
من بين المختصين في أمراض الروماتيزم، الذين سيتم الإحتفال بأعمالهم الفنية والأدبية، الكاتب والقاص والمخرج السينمائي الدكتور بوشعيب المسعودي.
فهذا الأخير كان مديرا للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة على امتداد عشر سنوات (2008-2018)، وأصدر لحد الآن المجموعات القصصية التالية: “شذرات من حياتي ” و”تيه ومتاهة في عالم الطب” و”لهفة وهتاف.. شذراتهم” و “دخلت.. شذراتهن”. كما شارك في كتب جماعية وألف ونشر مجموعة من الكتب السينمائية الفردية من بينها: “الوثائقي.. أصل السينما” و”الثقافة الطبية في السينما، عبر عينة من الأفلام” و”السينما والأوبئة”… وجل هذه الأعمال (القصص القصيرة والكتب السينمائية) تُرجمت إلى الإنجليزية. هذا بالإضافة إلى أنه أخرج وأنتج فيلما سينمائيا روائيا طويلا بعنوان “دوار العفاريت” (2022) وفيلمين وثائقيين حصدا جوائز داخل المغرب وخارجه هما: “أمغار” (2020) و”الأمل” (2023)، وهذا الفيلم الأخير سيعرض ضمن أنشطة المؤتمر الوطني 34 لأمراض الروماتيزم بمراكش.
وفي اتصال مع الدكتور المسعودي، مخرج فيلم “الأمل”، أكد لنا على أهمية هذا المؤتمر ودوره في تسليط الضوء على المستجدات التي تهم هذا التخصص، كما عبر عن اعتزازه بكونه المحتفى به في هذا المؤتمر. ولم يفته التذكير بأن هناك العديد من الأطباء المبدعين في مجالات الآداب والفنون بكل أنواعها، فمنهم الشعراء والكتاب والمهتمون بالتصوير الفوتوغرافي والرسم وغير ذلك… ومن جهة أخرى أوضح لنا الطبيب الفنان بوشعيب المسعودي أن الوثائقي “الأمل” فيلم منبثق من الواقع المعاش لدى معظم العائلات التي يتواجد بين أحضانها مريض مزمن أو معاق. فهو امتداد لفيلم “أسير الألم” الذي يحكي عن “عبد السلام” وسجنه بسبب إعاقته الناتجة عن مرض الروماتويد المزمن، مضيفا أن هذا الفيلم يحمل رسائل متعددة، من أهمها: ضرورة التشخيص والعلاج المبكرين للمرض تفاديا للمضاعفات والإعاقة، الأمل موجود دائما رغم حدوث المضاعفات، الصحة العمومية ومستشفياتها وأطبائها لهم دور مهم، أهمية التكوين الجامعي المستمر والتعاون بين القطاعين العام والخاص، ضرورة أنسنة العلاج والعلاقات بين الطبيب والمريض…
وفي الأخير شكر الدكتور المسعودي الجمعية المغربية للمختصين في أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم على هذه البادرة الطيبة، متمنيا أن يشكل عرض فيلم “الأمل” فرصة لمشاهدة وملامسة المرض والمرضى من طرف الأطباء، بعيون أخرى.
أحمد سيجلماسي
