أخبار الشعب الشعب من الشعب الى الشعب وصوت الشعب/حليمة انفينيف اللوزي:
مما لا شك فيه استبشر الفلاحون خيرا بهطول زخات مطرية ولو صنفت بالضعيفة،لكنها كانت بصيص امل لعام فلاحي جيد بإذن الله،مما يولد لهم-وبطبيعة الفطرة_الرغبة الجامحة لديهم في حرث أراضيهم الشيء الذي يتطلب اقتناء بذور مختارة وأسمدة مخصصة لهذا الغرض،وبما أنه في كل مرة نلاحظ خرجات الوزارة الوصية على القطاع في كل مرحلة من الموسم الفلاحي ،تصرح بأن هناك إكتفاء ذاتي وان الأسعار في المتناول،لكن كان يجب عليها التوضيح اكثر بالتفصيل الممل أن الأسعار في متناول اللوبيات المتحكمة في عمليات شراء الحبوب من الفلاح في موسم الحصاد،والمتحكمة أيضا في عملية بيع البذور المختارة في موسم الحرث،إذ يلاحظ في هذه المرحلة من هذا الموسم غلاء لم يسبق له مثيل في ثمن البذور المختارة،نتيجة إقتناء ملاكي الأراضي الشاسعة لكميات جد كبيرة تاركين الفلاح الصغير يصول ويجول باحثا عن كم قنطار من الحبوب من أجل زرع أرضه ذات المساحة الصغيرة التي يرجى منها جني ما يقتات به للعام المقبل لكن دون جدوى، هذا دون أن ننسى أن أصحاب محلات بيع البذور المختارة يروجون لإشاعة مفادها أن نفاذ المخزون على وشك الحصول،زد على ذلك ونحن في بلد صاحب أكبر احتياط عالمي من مادة الفوسفاط عن غلاء لا يقاوم من هذه المادة،إذ لا تكاد حمولة الشاحنة الكبيرة (الرموك) من مادتي الفوسفاط والبذور المختارة تلامس الأرض،نتيجة تواجد كبار الفلاحين(اصحاب الشكارة)في انتظارها إلى وجهات مجهولة،في منظر يوحي وكأننا في بلاد لا يوجد بها مكان للفلاح الضعيف،الذي لم يعد بإمكانه بد من مروره داخل طواحن الإرتفاع المتسلسل لمواد المجال الفلاحي إنطلاقا من غلاء البذور والأسمدة مرورا بإرتفاع ثمن الحرث للهكتار مستقبلا غلاء المبيدات مهيئا لمرحلة الطحن الأخيرة وهي إرتفاع تكلفة الحصاد وهلم جرا……..
إنه أصبح جليا على الوزارة الوصية التدخل على وجه السرعة من خلال منذوبياتها الجهوية وإيفاد لجن مراقبة للوقوف على هذه الاختلالات وإعطاء ولو بصيص من الأمل للفلاحين ليس من أجل زرع أراضيهم وحسب،بل وكذلك من أجل إنتاج مادة أساسية في غذاء المجتمع المغربي ألا وهي الخبز،لأنه قد يجد المواطن المغربي بديلا لعدة مواد غذائية لكن ليس بوسعه إيجاد بديلا لكسرة خبز تضمد ألام جوع معدة وإسكات صراخ الأمعاء.