مراكش .. ظاهرة التسول بالأطفال هل يمكننا الحد منه ؟

Anass Elwardi27 يناير 2023241 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
مراكش .. ظاهرة التسول بالأطفال هل يمكننا الحد منه ؟

أخبار الشعب .. محمد شيوي 

بمراكش، العاصمة السياحية للمغرب، انتشرت ظاهرة تسول الأطفال بشكل كبير ومنظم خلال السنوات الأخيرة، إذ يلاحظ في أغلب التقاطعات والطرقات والمناطق انتشار المتسولين الأطفال بكثرة وهم يمارسون التسول بشتى الطرق والأشكال، في المقابل تتربص بهم عصابات منظمة لاستغلالهم وضمان تسولهم ضمن إشرافهم، فيما تتحرك جهات وصية، بإجراءات قانونية للقضاء على هذه الظاهرة.

التسول أصبح ظاهرة وانتقل بعض المتسولين من حالة الحاجة الى الغنى”، إضافة إلى أن التسول أصبح مهنة فيها خطورة كون هناك من يمتهنها مهنة ومن يؤسس لها دارا وآخر يؤسس لها فريق عمل إضافة إلى تأسيس تجارة خاصة بالتسول، فنراهم منتشرين في الشوارع والأزقة يمدون يدهم لكل من يمر أمامهم طالبين الحسنة ولقمة العيش، بأساليبهم وطرقهم المتعددة التي غالباً ما تعتمد على استجداء الشفقة وإثارة عواطف الآخرين، وللناس بدورهم طريقتهم في الرد والتعامل مع الأطفال المتسولين؛ فمنهم من يستجيب لطلبهم هذا بالإحسان وتلبية حاجاتهم بما فيه النصيب، ومنهم من يقابلهم بالعنف بأشكاله المتعددة كالنهر أو الإهانة أو حتى الضرب في بعض الأحيان.
وقد زاد من هذه الظاهرة إنقطاع الأطفال عن المدارس بعد تهجيرهم من بيوتهم، بالإضافة إلى تدني المستوى الإجتماعي وتفشي الفقر بشكل كبير في غالبية الأحيان.

فالتسول هو طريقة غير مشروعة لكسب الرزق واستجداء الحسنة، عادة ما تنتشر بين الأطفال الفقراء ذوي النصيب المحدود من الدخل، ويعتمد الأطفال في تسولهم على وسائل مختلفة ومتنوعة تقوم بمعظمها على إثارة العواطف وتحريك مشاعر الشفقة كالدعاء أو تمثيل المرض أو الحاجة، وتعود ظاهرة التسول لأسباب عديدة أهمها الفقر وانتشار البطالة والتخلف الاجتماعي.

لذا يجب “ضرورة” التحسيس والتوعية في شتى الوسائل الإعلامية لتشجيع المواطنين على التوقف عن التصدق على المتسولين الذين يستغلون الأطفال، و توجيه تبرعاتهم للعائلات القريبة من بيئتهم الاجتماعية. ولتحقيق هذه الغاية، يجب مكافحة الظاهرة، بتسطير برامج تحسيسية على المستوى الاقليمي أو الوطني، بإنشاء أنواع من مراكز الحماية وإيداع الأطفال وفقا لاحتياجات ونوع جنس الطفل وعمره، فضلا عن إحداث وحدات شرطة متنقلة مخصصة لحماية الطفل، والتي ستضطلع بدور حاسم من خلال قوة التدخل في الشارع لزجر أولئك الذين يضيقون الخناق على الأطفال، ناهيك عن جهد مجتمعي وتضافر مؤسسات الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني لرصد الحالات المنتشرة و بالوقت نفسه توفير الحياة الكريمة للأطفال المشردين ودعم دور ايواء الايتام ورعايتهم رعاية كاملة من الرعاية الصحية والرعاية التربوية، والضرب من حديد على من سولت له نفسه استغلال الطفل للتسول والاسترزاق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق