قوة التحكم في الذات من قـــــــوة الفكــــــر

MOSTAFA CHAAB17 ديسمبر 2021146 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
قوة التحكم في الذات من قـــــــوة الفكــــــر

 

اخبار الشعب /عبد الاله شفيشو

السجن المحلي شفشاون

كتابات في زمن “ فيروس كورونا  Corona Virus ” من وراء القضبان :

  مقال تحليلي :                         قوة التحكم في الذات

                                    من قـــــــوة الفكــــــر

   تقول إحدى الحكم في الفلسفة الهندية القديمة : ( أنت اليوم حيث أتتك أفكارك و ستكون غدا حيث تأخذك أفكارك ) . 

   الفكر / الفكرة ليس لها حدود و لا تتأثر بالوقت و لا بالمسافات و لا بالأمكنة فما وصلت إليه البشرية اليوم بسبب أفكار الأمس و ما ستصل إليه غدا هو بسبب أفكار اليوم يقول الفيلسوف اليوناني ” سقراط ” في هذا الصدد : ( بالفكر يستطيع الإنسان أن يجعل عالمه من الورود أو من الشوك ) ، فكل شيء في الحياة يتكون من استراتيجيات / أفكار محددة يستخدمها الإنسان في حياته اليومية بمعنى أن أي فكرة تفكر فيها يأخذها العقل و يسير في اتجاهها و يبحث في مخازن الذاكرة عن كل ما يساعده و يدعمه .

   إن العقل و الجسد يؤثر كل منهما على الآخر فما تفكر فيه و تقوله لنفسك يأخذه العقل و يفتح الملف الخاص به بما في ذلك تحركات الجسم و تعبيرات الوجه الخاصة فيشعر الشخص بجسده يتأثر بسبب الفكرة ، هنا أتذكر حادثة حدثت معي رفقة أحد الأشخاص ( X ) ونحن في رحلة إلى إحدى المدن المغربية ونحن في الطريق أشعرته بخطورة هذا الطريق الذي نسلكه رغم جمالية طبيعته نظرا لحوادث السير المميتة التي تقع به فمع كل كلمة كنت أتفوه بها كان مرافقي ينطق بالشهادة و يستغفر ربه وبدأت أحاسيسه تتصاعد أكثر من الخوف و كأنه في حلقة من حلقات الكاميرا الخفية وقد حاولت أكثر من مرة لدفع صديقي للنوم فكان يوافق على الفكرة إلا أنه لم يستطيع فتركيزه أصبح سلبي ، إنها قوة الأفكار و كيف أنها تؤثر على الأحاسيس فالأفكار من صنع الإنسان و أن العالم الخارجي لا يستطيع أن يؤثر في أي إنسان بدون إذنه الشخصي .

  من الممكن أن يكون الإنسان واثق من نفسه في شيء معين و لكنه يعاني تحديا في حياته يجعله يعتقد أنه فاشل من هنا تكون الأفكار الإيجابية هي من تساعد على بناء الثقة في النفس مما يؤدي إلى الفعل الإيجابي الذي يساعد بدوره على التقدم ، نرى العالم اليوم يجري بسرعة لم تكن من قبل فكل شيء يتحرك بسرعة حتى الأكلات صارت سريعة مما سبب للمجتمعات عدم الإتزان و كأن تلك المجتمعات في سباق البقاء مع الزمان و هذا لا يعني أن السرعة غير مفيدة للمجتمعات لكنها عامل أساسي في القلق و الخوف و التوتر التي تؤثر تأثيرا كبيرا على الحالة النفسية .

   إن العقل و الجسد يكمل كل منهما الآخر فأكثر الأمراض العضوية يرجع سببها إلى الفكر أو ما يسمى ( سيكو-سوماتيك Psycho-Somatic ) فما يفكر فيه العقل يؤثر على كافة أعضاء الجسم الداخلية من زيادة ضربات القلب و ارتفاع أو انخفاض درجة حرارة الجسم و طريقة التنفس و أيضا الأعضاء الخارجية من تعبيرات الوجه و تحركات الجسم و هو ما يطلق عليه بالتحدث السلبي مع الذات ، وهنالك أمثلة يعيشها الإنسان في حياته اليومية و التي تثبت أن الفكر لا يعرف المسافات فيمكن مثلا للإنسان أن يسافر بأفكاره إلى أي مكان في الكون بسرعة لم تخطر له على بال فكل ما عليه أن يفعله هو أن يفكر في المكان وأفكاره ستأخذه إلى هنالك من أسرع من لمح البصر .

   هناك حقيقة ثابتة و هي أنه لا يوجد أحد على وجه الأرض في امكانه أن يجعلك تشعر بأنك أقل منه بدون إذنك الشخصي فالعالم الخارجي لا يؤثر في الإنسان و لكنه يظهر ما بداخله فكل إنسان مسؤول عن عقله و عن نتائجه فهو من يقرر وجهة نظره و أحاسيسه و سلوكياته ، إن قانون السبب و النتيجة يعمل في كل الأحوال و في أي مكان و مع أي إنسان مهما اختلفت خلفيته وقيمه و معتقداته فهذا القانون يعمل إيجابا أو سلبا فأي شيء يفكر فيه الإنسان سيصبح واقعا بالنسبة له و لن يتغير هذا الواقع إلا إذا تغيرت الفكرة الأساسية فمثلا إدراك إسان ما لشيء معين لا يعني أن إدراك لكل الناس فهذه الإختلافات في الإدراك و المعنى يجعل ذلك الإنسان يعتقد أن واقعه مقبول من الجميع و لذلك توجد تحديات في الإتصال مع الآخرين .

 

عبد الاله شفيشو

السجن المحلي شفشاون

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق