” السالباني “

MOSTAFA CHAAB16 أبريل 2022162 عدد المشاهدات مشاهدةآخر تحديث :
” السالباني “

 

اخبار الشعب /عبدالرحيم شراد:

عنوان أغنية شعبية ، جميلة . اشتهرت عند الناس بعنوان آخر ” سالبة .. سالبة ” . الأغنية تتحدث بلسان شاب عازب ، يقيم عند أخته بالمدينة . و سرعان ما يقع في غرام شابة رآها في الشارع. فيطلب من أخته أن تخطبها له . خصوصا أنها قد سلبت عقله بجمالها .. يقول لأخته ” سالبة ..! سالبة..! ” . ( لقد تملكتني و أخذت عقلي و جوارحي ) .
سالباني يا بنت أمي ( أي يا أختي ) .. خَطْرٍيها لِي ( أي اختاريها لي كعروسة ) .. بلا حبيبي .. لا من جاني .. ( أي لا أريد أن أصارحها بحبي و أربط معها علاقة في السر ، فأنا أريدها للزواج ) .. هذا ما قاله لأخته ، أما الحقيقة فقد سبق له أن سلمها رسالة ، لكن جوابها كان الرفض .. ” اكتبت ابريا .. و قلت ليها آجي ليا .. واجْبَت ليا .. ما نجي ليك .. ما تجي ليا ..” . هي في بداية الأمر صدته لكن في اليوم الموالي مرت متعمدة ، من أمامه بكل غنج و دلال و الحناء تظهر على كفيها .. ” دايرا احناني .. دازت اعليا بلعاني .. بغات تلقاني .. حيث عرفتني زهواني ..” . لم تعترض الأخت على طلب أخيها ، و ستذهب لكي تخطب الفتاة لأخيها الملهوف . و عند عودتها للبيت تجده في انتظارها . للإشارة في هذه الأغنية دويتو أي حوار جميل بين الأخ و أخته . إن الأخ سيقول لأخته ، هل رأيت كم هو شعرها طويل ؟ تجيبه الأخت .. في سخرية ” طالقة سالف بين رجليها يتخالف ” و كأنها تقول ، هل هذا كل ما رأيت يا أخي . إن هذا الزواج مستحيل ، لأن المرأة متزوجة .. ” واخذا حالف ” ( أي أنه يشغل منصبا أدى عليه قسَمَ الوظيفة ) ..حقيقة إنه عجوز ” فيه بوتفتاف و تالف ” لكنه زوجها .. ” دايرا خاتم من النقرة الأصيلية ” و هو يشتغل في دار القضاء الشرعي .. ” واخذة حاكم .. كيحكم بالشرعية ” . لقد نزل الخبر عليه كالصاعقة .. كل حلمه قد كان سرابا في سراب .. لذلك فكر أن يعود إلى قريته لعله يجد راحته و سلوته في النسيان . ” مشيت لبلادي باش انريَّحْ شي شوِيا ” .. غير أنه سيعود مسرعا في نفس اليوم فالمرأة تشغل باله.. ” شاغلة بالي .. مشيت الصباح .. جيت في لعشية .. ” . سيصل الخبر إلى الجيران و سيصبح على كل لسان . فالجارة العجوز .. سوف تشتري منظارا Des jumelles كي تترصد حركاته و سكناته و هي معجبة بمنظارها .. ” خالتي امِّينَة شرات امكينة ( أي المنظار ) .. بعيونها تبرق فينا .. ما قدها حد في المدينة .. ” . أمام ما تعرض له من طرف الجيران سيشعر و كأنه ناقة النبي صالح التي عقروها ، فيقول ” قالت الناقة .. لا تدبحوني يا العرب .. يا قلوب الجاهلية ” .. و هكذا يختم كلامه بالدعاء إلى الله ” الله يا العالي .. شوف من حالي و من حال الزين ( هو يعرف أن المرأة أغرمت به ) .. لا تعذبني .. لا تشفي فيا لعدا .. ” . أغنية جميلة من زمن افتقدناه .. لكن للأسف كل من غناها بتر كلماتها و غير عند إلقاء الكلمات معانيها .. بل إن منهم من اكتفى فقط بترديد لازمتها أكثر من مرة و انساق وراء تجاوب الجمهور من غير أن يبرز معنى القصة .

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اخبار عاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق