اخبار الشعب /عبدالرحيم شراد:
عنوان أغنية شعبية ، جميلة . اشتهرت عند الناس بعنوان آخر ” سالبة .. سالبة ” . الأغنية تتحدث بلسان شاب عازب ، يقيم عند أخته بالمدينة . و سرعان ما يقع في غرام شابة رآها في الشارع. فيطلب من أخته أن تخطبها له . خصوصا أنها قد سلبت عقله بجمالها .. يقول لأخته ” سالبة ..! سالبة..! ” . ( لقد تملكتني و أخذت عقلي و جوارحي ) .
سالباني يا بنت أمي ( أي يا أختي ) .. خَطْرٍيها لِي ( أي اختاريها لي كعروسة ) .. بلا حبيبي .. لا من جاني .. ( أي لا أريد أن أصارحها بحبي و أربط معها علاقة في السر ، فأنا أريدها للزواج ) .. هذا ما قاله لأخته ، أما الحقيقة فقد سبق له أن سلمها رسالة ، لكن جوابها كان الرفض .. ” اكتبت ابريا .. و قلت ليها آجي ليا .. واجْبَت ليا .. ما نجي ليك .. ما تجي ليا ..” . هي في بداية الأمر صدته لكن في اليوم الموالي مرت متعمدة ، من أمامه بكل غنج و دلال و الحناء تظهر على كفيها .. ” دايرا احناني .. دازت اعليا بلعاني .. بغات تلقاني .. حيث عرفتني زهواني ..” . لم تعترض الأخت على طلب أخيها ، و ستذهب لكي تخطب الفتاة لأخيها الملهوف . و عند عودتها للبيت تجده في انتظارها . للإشارة في هذه الأغنية دويتو أي حوار جميل بين الأخ و أخته . إن الأخ سيقول لأخته ، هل رأيت كم هو شعرها طويل ؟ تجيبه الأخت .. في سخرية ” طالقة سالف بين رجليها يتخالف ” و كأنها تقول ، هل هذا كل ما رأيت يا أخي . إن هذا الزواج مستحيل ، لأن المرأة متزوجة .. ” واخذا حالف ” ( أي أنه يشغل منصبا أدى عليه قسَمَ الوظيفة ) ..حقيقة إنه عجوز ” فيه بوتفتاف و تالف ” لكنه زوجها .. ” دايرا خاتم من النقرة الأصيلية ” و هو يشتغل في دار القضاء الشرعي .. ” واخذة حاكم .. كيحكم بالشرعية ” . لقد نزل الخبر عليه كالصاعقة .. كل حلمه قد كان سرابا في سراب .. لذلك فكر أن يعود إلى قريته لعله يجد راحته و سلوته في النسيان . ” مشيت لبلادي باش انريَّحْ شي شوِيا ” .. غير أنه سيعود مسرعا في نفس اليوم فالمرأة تشغل باله.. ” شاغلة بالي .. مشيت الصباح .. جيت في لعشية .. ” . سيصل الخبر إلى الجيران و سيصبح على كل لسان . فالجارة العجوز .. سوف تشتري منظارا Des jumelles كي تترصد حركاته و سكناته و هي معجبة بمنظارها .. ” خالتي امِّينَة شرات امكينة ( أي المنظار ) .. بعيونها تبرق فينا .. ما قدها حد في المدينة .. ” . أمام ما تعرض له من طرف الجيران سيشعر و كأنه ناقة النبي صالح التي عقروها ، فيقول ” قالت الناقة .. لا تدبحوني يا العرب .. يا قلوب الجاهلية ” .. و هكذا يختم كلامه بالدعاء إلى الله ” الله يا العالي .. شوف من حالي و من حال الزين ( هو يعرف أن المرأة أغرمت به ) .. لا تعذبني .. لا تشفي فيا لعدا .. ” . أغنية جميلة من زمن افتقدناه .. لكن للأسف كل من غناها بتر كلماتها و غير عند إلقاء الكلمات معانيها .. بل إن منهم من اكتفى فقط بترديد لازمتها أكثر من مرة و انساق وراء تجاوب الجمهور من غير أن يبرز معنى القصة .